(الشروق) حي السلام (الجديدة) استفاق أهالي حي السلام بمنطقة شواط التابعة لمعتمدية الجديدة بمنوبة قبل أيام على مقتل شيخ بعد أن صدمه القطار وحوله إلى أشلاء. «الشروق» تحولت إلى حي السلام وزارت عائلة الفقيد المدعو الحبيب العوادي والبالغ من العمر 75 عاما وهناك التقت بأفراد عائلته للوقوف على ملابسات الحادث الذي تفيد صورته أن المرحوم كان يهم بقطع السكة في حدود الساعة السادسة وأربعين دقيقة صباحا عندما سقط منه هاتفه الجوال فهم بالبحث عنه ليفاجئه القطار القادم من جندوبة والمتجه نحو العاصمة ويرديه قتيلا على مرأى العديد من المتساكنين والتلاميذ, إذ حل أعوان الأمن والحماية المدينة و أجريت المعاينة الموطنية لمسرح الواقعة وبإذن من وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة تم رفع الجثة وإحالتها على ذمة الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول. السيدة ظريفة الطرودي أرملة الهالك تقول: خرج المرحوم في جولة صباحية وهي عادة دأب عليها منذ عجز عن العمل كعامل فلاحي وفجأة طرق الجيران بابي ليؤكدوا أن زوجي صدمه القطار ...كان المنظر مريعا جدا وأنا احمل مسؤوليته لسائق القطار فلم يمض على توقفه بمحطة شواط سوى ثوان معدودات فهل من المعقول ان لايصفر لتحذير المترجلين بالحي من الخطر خاصة أن اغلب التلاميذ والعمل يجبرون على قطع السكة لركوب الحافلات باعتبارها المسلك الوحيد ... وتنهي حديثها أريد حق زوجي وأملي أن لايضيع في عهد الثورة التي نادت بالكرامة والحرية والعدالة». وهنا يتدخل ابنها نور الدين قائلا: «راح والدي ضحية الإهمال والتهميش الذي نتخبط فيه منذ عشرات السنوات ..فهو ضحية يضاف لقائمة الضحايا الآخرين الذي دهستهم عجلات القطار وأتمنى أن يكون آخرهم وان تولي الشركة المعنية الذوات البشرية الأهمية بتركيز حواجز للحماية وعلامات وان تأخذ إجراءات صارمة في حق أعوانها حتى يأخذوا حذرهم في المناطق العمرانية فأبي مسن و«ثقيل السمع» فما ذنبه؟ نقائص ومعاناة الحادث كان القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت الأهالي للاحتجاج وللتعبير عن مشاغلهم ومعاناة حيهم الصغير كما أججت فيهم نيران ظاهرة حوادث القطار التي حدثت على مدى السنوات الفارطة وانتهت بهلاك أطفال وشباب ومسنين وسط تهميش ولامبالاة مسؤولي الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية . وقد قام المتساكنون يوم الاربعاء الفارط والى حدود الساعة الثانية بعد الزوال بتعطيل حركة سير القطارات انطلاقا من محطة تونس العاصمة باتجاه بنزرت وباجة وجندوبة وطالبوا بالمناسبة بتوفير وسائل الوقاية من الحوادث على غرار العلامات والحواجز التي من شانها تقليل الحوادث مؤكدين على ضرورة أن تتحمل الشركة المعنية مسؤولياتها في مثل هذه الحوادث بتعويض أهالي الضحايا. كما عبروا لوالي الجهة السيد منصف العمراني عن مشاغلهم المتعلقة بسلامتهم من حوادث القطار فضلا عن النقائص التي يتخبط فيها حيهم إذ يفتقر إلى ابسط المرافق الأساسية من قنوات صرف المياه والطرقات والإنارة هذا فضلا عن مخاطر الفياضنات المحدقة به والتي باتت عادة مألوفة لديهم مع كل موسم أمطار فتحيط بهم المياه من كل جانب وتحول حيّهم إلى جزيرة معزولة تدخل أعوان الحماية فيها سابقا ب«الزودياك» لإنقاذ المواطنين. هذا وقد اعتبرت السلطات الجهوية الحي المذكور أولوية قصوى يجب دراسة نقائصها وبرمجة عديد برامج التهذيب والتهيئة بها في القريب وذلك قصد ضمان عيش كريم لأهاليها وتحسين أوضاعهم الحياتية وإعادة ثقة لطالما فقدوها في النظام السابق رغما عنهم كما وقع التدخل على مستوى الشركة ومطالبتها بالتدخل لتوفير وسائل الوقاية من الحوادث حيث تعهد ممثلوها بالأمر في انتظار التنفيذ الذي بات مطلبا عاجلا وملحا . نقل وتصوير: منية القروي