الناخبون في نابل ل«الشروق»: لم نحدد بعدُ لمن سنصوّت يدخل العم بشير عبد الرزّاق المنظف في أحد المساجد على عجل الى مكتب التسجيل على يمين المدخل الرئيسي للبلديّة القديمة بنابل...متعثرا بسنوات شيخوخته يمدّ بطاقة تعريفه الوطنيّة الى عون التسجيل راجيا منها أن تسرع في الخدمة لأنّه «مزروب». نابل (الشروق) لا يتردد العم بشير في القول وأن تباغته بالسؤال «لماذا تأخرت في التسجيل للانتخابات وانتظرت اليوم الاخير المحدد بيوم 10 أكتوبر لتطلب الخدمة هكذا على عجل؟»...«أعمل في المسجد والساعة الآن تقارب موعد صلاة الظهر، لم يكن لديّ الوقت للتسجيل». يُطلقُ العم بشير ابتسامة جميلة من بين تجاعيد وجهه الكثيرة ويقول وهو يفرك عينه اليسرى «لا أعرف الاحزاب ولا المترشحين فأنا أمّي لا أستطيع القراءة حتّى أعرف هؤلاء من خلال بياناتهم ومعلقاتهم كما أنه لا وقت لديّ لمتابعة التليفزيون أو الاستماع للراديو فأنا أمضي يومي في المسجد وأعود للمنزل لأنام لذلك قررت التصويت لمن أعرف ومن أعرف هم الاشخاص الذين يأتون للمسجد للحديث عن السياسة». يضيف صاحب الستة وسبعين سنة من العمر دون أن يفارق ابتسامته «على الاحزاب التي تودّ أن تكسب أصوات من هم مثلي أن تصل إليهم حيث هم وإن كانوا في المساجد». يقول إنّه قرّر التصويت لحزب معيّن وأنّ هذا الحزب عليه قبل أن «يزوّز النسا تحت الخمارات أن يخدّم البطّالة». عمل العم بشير طيلة 40 سنة نادلا في مقاهي نابل حيث «كُنت أستمع الى الروايات السياسية للحرفاء دون تفاعل لأنني أعلم جيّدا أن أغلبهم، إن لم يكن جلّهم، قوّادة». ومنذ 4 سنوات امتهن محدثنا تنظيف أحد المساجد في المدينة. قال إنّه مارس حقه الانتخابي من قبل لكن دون أن تكون لديه أدنى سوء نيّة في تصرفات الرئيس السابق بن علي كما أنه لا يجد أمامه غير الورقة الحمراء الخاصة ببن علي في الانتخابات. طريقة التصويت في الانتخابات السابقة لم تُفارق بعدُ ذاكرة نزيهة بن يونس المنظفة في شركة مناولة بالجهة...إذ انتظرت نزيهة منذ انطلاق حملة التسجيل أن تصلها بطاقة ناخب كما كانت تصلها من قبل وكانت أيضا تعتقد أنّ الشعبة سترسل لها بسيّارة صباح الانتخاب تنقلها إلى مكتب الاقتراع للتصويت للورقة «اليتيمة» حمراء اللون...طال انتظارها ولم تصل بطاقة الناخب...ليس وحدها بل لم تصل البطاقات الى أهل الحي أيضا...لم تتردد نزيهة في السؤال حول مصير البطاقة فأخبروها أنّه عليها طلب حقها في ممارسة التصويت من خلال تحولها شخصيا الى مكتب التسجيل وتسجيل اسمها في الانتخابات. «لا أعرف المترشحين ولا أعرف لمن سأصوّت...لكني سأستعين بمن يوجهني لأيّ ورقة» هكذا تقول وهي تلوّح بابتسامة معتذرة تهمّ بالانصراف. محمد علي الهيشري التقني السامي في الاعلامية الصناعية والعاطل عن العمل منذ سنتين لا يعرف بدوره الاحزاب ولا المترشحين وجاء للتسجيل في يومه الاخير بعد أن وصلته دعوة بأنه سيكون مراقبا في الانتخابات. ويؤكّد محمد علي أنه لا فرق بين برامج الاحزاب سوى في المرجعيّة الدينيّة. بدورها قالت سميرة الدريدي، موظّفة وزوجة أحد المترشحين في قائمة ائتلافيّة، إنّه هناك تشابه في البرامج لدى الاحزاب وذلك في نقاط كثيرة ايجابيّة ممّا يُصعّب الاختيار لدى الناخب. وأضافت أنّها ستنتخب البرنامج الذي يقنعها. وحول مدى تأثير الحملة الانتخابية على علاقتها بزوجها تضحك سميرة وتقول «ماعادش لاقية وقت معاه» وتضيف «متخوفة من نجاحه». هيكل الرياحي عامل يومي يبلغ من العمر 20 سنة ينحدر من عائلة تنتمي لليمين قال إنّ الانتخابات «حكاية فارغة والقائمات حكاية فارغة» مؤكّدا أنّه اختار من سينتخب. ويقتنع هيكل أنّ «القانون لم يعد يجدي نفعا مع البعض لذلك يؤيّد هيكل فكرة ممارسة الشريعة على المخطئين من ذلك قطع يد السارق وغيرها من الاحكام». ألفة بودكيم، تلميذة الباكالوريا رياضيات، لم تكن ملامحها توحي بعمرها...دخلت الى مكتب التسجيل تسأل «هل يتم التسجيل هنا؟». تردّ عون التسجيل أمال شابير «نعم كم عمرك؟»...قالت إنّها ترغب في ممارسة حقها الانتخابي وأنها تحلم بتونس لا دينيّة لا ملحدة. أما فؤاد بحرون الموظف بأحد البنوك بالجهة يرى أنّ أزمة البطالة خيّمت على مختلف البرامج الانتخابيّة وهذا أمر جيّد بالنسبة لها. قال إنّه يحلم بتونس الديمقراطية تونس استقلالية القضاء تونس الحريات الفردية وحريّة الاعلام. كما قال إنّه متفائل لأنّ الاجواء السياسية الحاليّة جيّدة. مضيفا أنّ الثورة غيّرت المناخ السياسي في البلاد. أسماء سحبون ونجوى الحيدري الصحبي البصلي في اجتماع بقرمبالية: كل الأحزاب ركبت على الثورة تونس «الشروق»: نظمت قائمة حزب المستقبل بدائرة نابل 2 صباح يوم الاحد الماضي اجتماعا عاما تحت اشراف الدكتور محمد الصحبي البصلي رئيس الحزب. واحتضنت الاجتماع احدى القاعات بمدينة قرمبالية وتولى في بداية الاجتماع رئيس قائمة حزب المستقبل حاتم الخويني تقديم القائمة والبيان الانتخابي. وخلال كلمته قال الدكتور محمد الصحبي البصلي رئيس الحزب ان حزب المستقبل كان للثورة فضل في تأسيسه واتهم كل الاحزاب السياسية بالركوب على الثورة وتقديم الوعود للجماهير وقال «ان ثورة 14 جانفي صنعها الشعب التونسي وخطت بدماء شباب سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وقبلي وكل مدن تونس المناضلة... وبين محمد الصحبي البصلي أمام أنصار ومنخرطي حزبه في قرمبالية ان حزب المستقبل لا يقدم الوعود الكاذبة للناخبين وأنه يلتزم بالوعود القادرة على انجازها فقط اذا نجحت قائماته في انتخابات المجلس التأسيسي. وقال الدكتور محمد الصحبي البصلي ان تونس تحتاج الى جهود كل أبنائها وتحتاج الى مصالحة حقيقية مع محاسبة كل من أذنب في حق الشعب وكل من اعتدى وتجاوز القانون. وقال الدكتور الصحبي البصلي ان حزب المستقبل بريء من المال السياسي ويطالب بضرورة فتح هذا الملف والكشف عن كل الحقائق. وأضاف أدعو الناخبين الى تحكيم لغة العقل والمنطق وانتخاب من هو أجدر من أجل تمثيلهم والدفاع عن حقوقهم. وقال ان حزب المستقبل وقائماته التي رفعت شعار الوعد الصادق سيواصل دفاعه عن الدولة المدنية والحداثية وحرية التعبير. وأضاف «ان حزب المستقبل لن يكون وصيا على أحد وانما يسعى الى ان يكون شريكا مع الشعب ومع الناخبين في صياغة الدستور وفي رسم خطوط تحرك وعمل الدولة. ودعا الدكتور محمد الصحبي البصلي الحاضرين الى التصويت لقائمات الوعد الصادق قائمات حزب المستقبل. سفيان