تعتبر ولاية المنستير من أهم معاقل الصناعات التقليدية بالبلاد فلا توجد قرية أو مدينة بهذه الربوع لا تعرف يصناعتها التقليدية فمثلا عرفت خنيس بصناعة البرنس والأغطية الصوفية كما عرفت لمطة وبوحجر بصناعة الحرام والتخليلة. وقد اشتهرت قصر هلال عاصمة النسيج بكل ما يتعلق بالمنسوجات اليدوية قبل أن تختطف الصناعات الميكانيكية الانوال المنزلية وغير بعيد عن هذه المدينة اشتهرت مدينة طبلبة بصناعة التريكو والجوارب، وكثر الانتاج المصنع وتراجعت المنسوبات اليدوية لارتفاع التكاليف وبين مدينة قصر هلال ومدينة طبلبة تنتصب مدينة المكنين المعروفة بصناعة السعف كالقفاف وغيرها بالاضافة لصناعة الفخار والخزف دون أن ننسى مدينة قصيبة المديوني التي اشتهرت بصناعة الزربية التي تنتصب سوق لترويجها كل يوم خميس وينظم بها مهرجان سنوي في كل شهر جويلية بالإضافة إلى كل هذا لا تخلو مدن المنستير وجمال وصيادة وزرمدين وبنان من دكاكين لصناعة المنسوجات التقليدية. إلا أن تطور العصر وظهور التجهيزات الميكانيكية والتي أنتجت منتوجات أقل كلفة قلص من حجم الصناعات التقليدية ولكنه لم يستطع أن يزيلها من الساحة. فالعروس في ولاية المنستيز مازالت تحبذ زربية قصيبة المديوني والحرام الحريري لمدينة قصر هلال وتخليلة لمطة وصيادة وبوحجر والأغطية الصوفية لخنيس ومازالت الأسر التونسية تحن إلى البرنس التقليدي والأغطية الصوفية رغم توفر الاغطية المصنعة ومازال الناس يحبذون تخزين الزيوت والمواد الغذائية في الاواني الفخارية والخزفية ويستعملون القفاف لكن فارق الاسعار بين التقليدي والمصنع قلص من حجم الصناعات التقليدية التي توفر العيش الكريم لآلاف الناس، ورغم ذلك استطاعت الصناعات التقليدية ان تثبت ذاتها وتؤمن رواجها للمستهلك التونسي والسائح الأجنبي. ركود رغم كل الصعوبات استطاعت الصناعات التقليدية ان تشق طريقها بثبات نحو الاسواق الداخلية والخارجية لكن ما حدث بعد الثورة المباركة ل 14 جانفي 2014 خلق المزيد من الصعوبات فالقطاع السياحي تراجع مردوده وتقلص عدد السياح الوافدين على بلادنا وما شهدته البلاد من أحداث جعل المستهلك التونسي يقرأ ألف حساب للمستقبل ويحبذ الاحتفاظ بما لديه واقتناء كل ماهو ضروري كما أن وركود الحركة التجارية أثر على مختلف القطاعات وبقي قطاع الصناعات التقليدية ينتظر إجراءات حاسمة لاخراجه من بوتقة الركود.