أزاحت فرقة الشرطة العدلية ببنعروس مؤخرا الغموض عن سلسلة من السرقات يقف وراءها شابان في مقتبل العمر، استمدا اسلوبهما المتطور في السرقة من السينما وكيفاه ليتلاءم مع واقع أحياء المروج ببن عروس. تجمع لدى مختلف نقاط مراكز الأمن بالجهة كمّ وافر من الشكاوى المسجلة ضد مجهول مفادها تعرض محلات تجارية وسيارات راسية بمآوى محروسة للسرقة، كما أبلغ مواطنون آخرون عن عمليات نشل عديدة استهدفت أجهزة هواتفهم المحمولة اثناء استعمالها في الطريق العام... فتم اشعار الفرقة العدلية ببنعروس التي تولت مهمة البحث والتحري. سيارة مخفية الأرقام من خلال استقراء سريع لافادات المتضررين وشهادات الشهود وملابسات الوقائع بدا واضحا ان المشبوه فيهما هما شابان يخططان جيدا ولا يتركان مجالا للصدفة اذ غالبا ما يحددان الهدف وينفذان العملية بسرعة ويتواريان عن الأنظار بصفة مذهلة فلا يتركان خلفهما ما من شأنه جلب الانتباه اليهما واستنتج المحققون أن الشابين يستعملان وسيلة نقل سريعة في عمليتهما التي عادة ما تقع في ساعات محددة من الليل فوقع التركيز على مراقبة السيارات وتم حصر الشبهة في احداهما سيما وقد تميزت باختفاء أرقام سلسلتها المنجمية تحت غطاء من الوحل وبجولانها السريع والمستمر في أزقة وشوارع أحياء المروج الخمسة... فأخضع أعوان الفرقة العدلية السيارة للمراقبة وافردوا راكبيها بالاهتمام حتى أمكن مفاجأتهما اثناء احدى السرقات وحاصروهما واجبروا سيارتهما على التوقف وألقوا القبض عليهما في حالة تلبس. ميسوري الحال كشف الشابان عن هويتهما فتبين انهما ينتميان الى عائلتين ميسورتي الحال، وتتراوح أعمارهما بين 20 سنة و22 سنة، وهما عاطلان عن العمل لكن لا يشتكيان الخصاصة وقد اعترفا دون مراوغة بارتكابهما سلسلة من السرقات استهدفت السيارات الرابضة بمآوى محروسة ليلا باعتماد اللعب على الصعيد النفساني في ابعاد الشبهة من خلال المظهر اللائق والسيارة وملامح البراءة على وجهيهما... وقد جاء على لسان أحدهما أنه يأخذ سيارة والده ليلا بتعلة قضاء شأن أو القيام بجولة ويتحول الى حيث واعد صديقه فيقله معه ويقومان بجولة في «المروجات» ثم يدخلان احدى مآوى السيارات بتعلة البحث عن مكان وفي الحقيقة ينزل المرافق وبسرعة يفتح احدى السيارات التي يقع الاختيار عليها ويسطو على ما بداخلها (راديو كاسات... جوال... ملابس... أموال) فيما يناور السائق بالدوران داخل المأوى الى حين ينتهي الأول من مهمته فيركبه وينطلقان بسرعة جنونية الى جهة أخرى غالبا ما تكون البيت وفي بعض الأحيان تكون الوجهة محلا تجاريا منعزلا يقومان بخلعه ويستوليان منه على ما خف حمله وغلا ثمنه مثل السجائر الفاخرة وبطاقات شحن الهواتف الجوالة والأموال وغيرها... كما اعترف الشابان ايضا بأن الهواتف الجوالة تغريهما وقد نشلا بعضها من المارة باعتماد الخطف ثم الهروب على متن السيارة التي لا يمكن رفع أرقامها التسلسلية من طرف المتضررين. امتد نشاط الشابان لأكثر من خمسة أشهر وطالت يداهما عشرات السيارات والمحلات التجارية والأشخاص وغنموا الكثير من المسروقات وقد تمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية من حجز بعضها (أجهزة «راديو كاسات» وعديد بطاقات شحن الهواتف الجوالة ومحجوزات اخرى متفرقة)... وقد تم ايقاف الشابين ثم احيلا الى السجن المدني بتونس في انتظار مقاضاتهما من أجل السرقة والنشل.