لم يمض على ظهور شارة البث الفضائي ال3 أيام حتى كان الموعد مساء أمس الأول مع أول ندوة صحفية لمؤسس قناة «تونسنا TV» عبد الحميد بن عبد اللّه بأحد نزل العاصمة. وفي حقيقة الأمر مثلت هذه الندوة الصحفية مفاجأة للجميع دون استثناء على اعتبار أن «تونسنا» مازالت في مراحلها الأولى للاعداد والتجهيز والانجاز... فليس لها سوى ذبذبة البث فقط وهنا يبرز سؤال كبير: لماذا هذه الندوة الصحفية والقناة لم تنطلق بعد حتى في مرحلة البث التجريبي؟ خطوة استباقية وكان علينا الانتظار حوالي الساعة عن الموعد المحدّد لهذه الندوة الصحفية (الخامسة مساء)، حتى يصعد مؤسس القناة الجديدة (تونسنا) عبد الحميد بن عبد اللّه على المنصة ليقدم لنا هذه القناة في مرحلة استباقية... فبعد الخلاف الذي جدّ بين قناة «التونسية» التي تعود ملكيتها لسامي الفهري مع الشركة البحرينية الأردنية الموجودة بالمدينة الاعلامية بالأردن والساهرة على القمر الاصطناعي (النايل سات)، تم سحب هذا التردد منها فما كان من عبد الحميد بن عبد اللّه وفي خطوة استباقية إلا التوجه الى الشركة والحصول منها على حقوق استغلال التردّد المسحوب من «التونسية»... ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هذه القناة ولدت في ظروف غير منتظرة ولو أن مؤسسها وباعثها كشف في هذا اللقاء الاعلامي أنه تقدم بمطلب للهيئة العليا لاصلاح الاعلام لبعث قناة جديدة، لكن لم يتصل بأي ردّ رسمي سواء بالقبول أو الرفض حسب تعبيره مع وعده بالنظر في هذا المطلب مستقبلا... فما كان عليه سوى العمل على اكتراء التردّد الشاغر... بمعنى آخر... فإن عبد الحميد بن عبد اللّه... لم ينتظر الحصول على التأشيرة القانونية للقناة ثم العمل في مرحلة ثانية على اكتراء التردد للبث الفضائي فإنه عكس الأمر فبادر باكتراء التردّد في انتظار الحصول على الترخيص القانوني لبعث هذه القناة بمعنى آخر «الحصيرة قبل الجامع». توجه شبابي سعى عبد الحميد بن عبد اللّه في هذا اللقاء الصحفي الى ابراز خصوصيات هذه القناة التي مازالت الى حدّ الآن في مراحل الانجاز الأولى فبيّن أنها ستكون ذات توجه شبابي في برامجها ومنوعاتها واختياراتها مؤكدا أنها أي (تونسنا) ستكون قناة كل شرائح المجتمع التونسي والباب مفتوح لكل شركات الانتاج الخاصة للمساهمة فيها. مؤسس أم باعث ما يلفت الانتباه في هذه الندوة اصرار عبد الحميد بن عبد اللّه على أنه مؤسس لقناة «تونسنا» وليس «باعثا» لها... وقد وعد بلقاءات أخرى مع تقدم مراحل الاعداد التي أوكلت الى لجان مختصة شرعت في عملها لتحديد البرنامج العام للقناة. بين السياسي والاعلامي ما لا يعرفه الكثير أن عبد الحميد بن عبد اللّه قد ترشح لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مستقلة (الارادة والتنمية) استجابة لطلبات أهالي الوطن القبلي علىحدّ تعبيره نافيا بشدّة علاقة هذا الترشح ببادرة تأسيس قناة فضائية جديدة مؤكدا أن يده ممدوة للتعاون وأنه سيعمل على التكامل مع بقية القنوات التونسية ولن يكون هناك تنافس بقدر ما يكون هناك تكامل لفائدة المتلقي التونسي بدرجة أولى.