عاشت سيدي بوزيد ليلة هادئة أول امس في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية عن قرار منع الجولان بداية من السابعة مساء من يوم الجمعة والى حدود الخامسة صباحا ويستثني من ذلك الحالات الصحية والعاجلة وأصحاب العمل الليلي وذلك على خلفية أحداث الشغب والتخريب التي عاشتها المدينة و التي طالت العديد من المؤسسات الحكومية. «لم نسجل أي تجاوزات أو خروقات اثناء تطبيق قرار حظر التجول بعد ان توزعت وحدات من الجيش والامن في انحاء متفرقة من المدينة لحماية الممتلكات العامة و الخاصة وسط تفهم وتواصل من قبل البعض من ذوي الحالات الخاصة» ذلك ما اكده لنا رئيس منطقة الشرطة بسيدي بوزيد مضيفا ان احدى الدوريات الامنية قد تمكنت ليلتها من القاء القبض على شابين بعد محاولتهما القيام بعملية سطو على مركز الفتاة الريفية. وختم حديثه معنا مبينا ان الجهات الامنية ستتولى البحث و التحقيق في حيثيات الأحداث الاخيرة التي شهدتها المدينة ليبقى القانون هو الفيصل في فك رموز جميع ذلك و لن يستثني اي طرف مهما علا شأنه. هذا و قد عادت الحياة الى طبيعتها بعد انتهاء فترة حظر الجولان حيث فتحت المحلات التجارية والمقاهي وسجلنا توافدا لأعداد من المتسوقين والتجار علما ان ذلك تزامن مع قيام السوق الأسبوعية بالمدينة واستعداد المواطنين لشراء أضحياتهم التي غصت بهم السوق المخصصة للدواب. أما أمام المؤسسات المتضررة فقد بادرت مجموعات من المجتمع المدني بما في ذلك عدد من المحامين واعوان من الامن و الحماية المدنية بالقيام بحملة نظافة جمعوا من خلالها جميع تلك التجهيزات و المعدات التي أتلفت داخل المؤسسات المتضررة وخارجها كالمحكمة الابتدائية ومنطقة الحرس الوطني والبلدية... مستعملين في ذلك مكانس يدوية وعربات مجرورة وجرافات وشاحنات تبرع بها أصحابها للغرض. ارتسامات من الحزن والأسى ظهرت على وجوه العديد ممن التقيناهم بعد اطلاعهم على فداحة الأضرار ف«هدى» موظفة بمركز الولاية، تسمرت أمام مقر منطقة الحرس الوطني مقر عمل زوجها تعاين بنظرها ما لحق تلك المؤسسة من أضرار فقالت بعد أن بادرناها بالسؤال عما يخالجها «دون تعليق... الأمر اكبر من أن يطاق و ان يصدق لهول الخسائر والأضرار الحاصلة» هدى واصلت حديثها بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع «إحساسي وانأ أمام هاته المؤسسة وكأن الضرر قد حصل ببيتي»... أما العم ابراهيم وهو في العقد السادس من العمر فقد شمر على ساعديه حاملا مكنسته وهو بصدد تنظيف جانب من الرصيف المقابل لمقر الولاية دعى من جانب إلى ضرورة نبذ العنف و التخريب مؤكدا على أن المرحلة التي نعيشها حاليا تستوجب منا التعامل بأسلوب حضاري وديمقراطي ، فعلا جهتنا عاشت سنين من التهميش والإقصاء رغم ما قدمته من نضالات و تضحيات، من حقنا أن نطالب وأن نحتج لكننا نرفض التهديم والتخريب». وبخصوص توقف الدروس بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بكافة معتمديات الولاية يوم امس هذا الإجراء وعلى الرغم من انه إجراء وقائي اتخذته الإدارة الجهوية للتربية بسيدي بوزيد نهاية هذا الأسبوع فإن العديد من أولياء التلاميذ قد دعوا كافة الجهات المعنية إلى أن تتضافر الجهود بين مختلف الأطراف لعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في فاتحة الأسبوع المقبل خاصة ان الحياة قد عادت إلى طبيعتها.