الشروق مكتب الساحل: في خطوة جريئة انطلقت الادارة العامة للتعليم الابتدائي التابعة لوزارة التربية في تفعيل استراتيجية التنشيط الثقافي بالوسط المدرسي وايمانا منها بأهمية الفن الرابع في تكوين شخصية الطفل وعمق دوره في عملية التعلم ومدى مساهمته في الارتقاء بنوعية الحياة المدرسية في المدارس الابتدائية نظمت مؤخرا دورة تكوينية وطنية في مجال المسرح بالمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر بنابل.
يشارك في هذه الدورة قرابة الاربعين معلما من مختلف الولايات التونسية وسيستثمر هذا التكوين في ارساء نوادي نموذجية في المسرح بكل ولاية وتضمن البرنامج العام الذي يؤمنه الاستاذان الحبيب غزال والخماسي الرزقي ثلاثة محاور حول «الدراماتوجيا» والتموضع في الفضاء وتختتم هذه الدورة بفن الارتجال مع توظيف كل ذلك ضمن مقاربة بيداغوجية يستثمر فيها البرامج التعليمية للطفل وتعالج مختلف نقاط ضعفه التربوي.
المعلم بين التجدد والتجديد كانت «الشروق» حاضرة منذ اليوم الأول لهذه الدورة ورصدت انطباعات المربين الذين أجمعوا على ارتياحهم للظروف الطيبة المتوفرة في هذا المركز مثمنين جهود مؤطريهم وقيمة الحاصل النظري والتطبيقي الذي تلقوه في مجال الفن الرابع مما زاد في تعلقهم به وفي حرصهم بكل روح تطوعية على تفعيله في صلب عملهم التربوي نظرا لما يكسبه للتلميذ من ايقاظ لملكاته ويحسن من قدراته التعبيرية كتابية كانت أم شفوية وكذلك الحركية والفكرية.
بادرة طيبة ولا شك أقدمت عليها وزارة التربية والتي خصت أيضا دورات في الموسيقى والفنون التشكيلية ومن المؤكد لو فعلت كما ينبغي بمتابعة ناجعة ستخرج المدرسة من جلباب الأمية الفنية وتلبس المربي حلة البيداغوجيا الحديثة وتمكن التلميذ من آفاق تعلمية أعمق وأرحب وتنتشله من شبح الملل والروتين.
معلم مسرح لكل مدرسة؟ لماذا اقتصرت التربية المسرحية على تلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وحرم منها تلاميذ الابتدائي؟ سؤال ولد تناقضا في الرؤية بين الاقرار بأهمية المسرح في المؤسسات التربوية وفي المقابل عدم تواجده في المدارس الابتدائية الا بمبادرات فردية من المربين بقيت رهينة هواية المربي أيضا رهينة مدى تقبل عقلية مديري المدارس مثل هذه الانشطة وآن الأوان ولو بصفة متأخرة حسب رأي السيد الحلبيب غزال أن يوضع على ذمة المدارس الابتدائية معلم متفرغ للتنشيط الثقافي وتقع توظيف هذه الانشطة في البرامج التعليمية من أجل النهوض بالمستوى العام للتلميذ وترغيبه في الدراسة، وفي خصوص مجال المسرح أكدالسيد الحبيب أهميته لدى الطفل والى جانب مختلف وظائفه الى جانب ضمانه في أقل الحالات جيلا من المتفرجين المثقفين على حد تعبيره.