بدأ ملف الفقر في السعودية يطفو من جديد على الساحة الاعلامية بعد ان نشر الصحفي خلف الحربي مقالا في صحيفة «عكاظ» كشف تردي الاوضاع المعيشية وتفاقم نسبة الفقر في المملكة التي تعدّ أحد أغنى دول العالم نظرا لإيرادات البترول الهامة. وتجاوز الصحفي الخط الأحمر الذي يمنع تناول ملف توزيع الثروة في السعودية بحديثه عن خط الفقر الذي يعيش تحته أكثر من 60٪ من السعوديين حسب ما ذكر «خلف» الذي اعتبر ان من غير المعقول ان يقبض الموظف السعودي راتبا شهريا يقدر ب1500 ريال بينما يبلغ دخل المملكة السنوي 1500 مليار ريال. وأضاف الصحفي في مقاله الذي حمل عنوان «رشوا عليهم التريليون» أن شركة الرياض المالية توقعت ان يصل حجم الصادرات النفطية للمملكة الى تريليون و132 مليار بينما الصادرات غير النفطية 150 مليار ريال. وأشار الى أن هذه المداخيل اذا أضيفت لها مصادر الدخل الأخرى فإن إجمالي الدخل القومي للسعودية سيصل الى ما يقارب التريليون ونصف التريليون ريال. ويقول الكاتب السعودي «رشوا يا رجال المالية من التريليون على الفقراء بأقصى ما تستطيعون كي يبارك ا& لكم فيه ويرزقكم في السنوات القادمة 20 تريليونا». واستند «خلف الحربي» في تحديد نسبة من يعيشون تحت خط الفقر الى دراسة غير رسمية أكدت انهم يفوقون نسبة 60٪ مخالفة بذلك ما أعلنه مجلس الشورى مؤخرا والذي حدد نسبة الفقراء في المملكة ب22٪ فقط وذلك بناء على احصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية الذي تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر. وتعتبر هذه المرة الثانية التي يتصدر فهيا ملف الفقر في السعودية، الساحة الاعلامية في الفترة الاخيرة حيث قامت السلطات السعودية في 19 أكتوبر الماضي باعتقال ثلاثة شبان أعدوا شريطا حول الفقر في المملكة الغنية بالنفط بعنوان «ملعوب علينا» وتم بثه على شبكة «اليوتيوب» واثار اعتقالهم ضجة اعلامية في السعودية حيث أكد عدد من النشطاء الحقوقيين رفض السلطات السعودية الاعتراف بمعاناة بعض الشرائح التي ترزح في فقر مدقع. وفي نفس السياق يجدر ذكر دعوة الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (آجفند) الى بدء حركة أساسية لمكافحة الفقر في السعودية في اطار عملية التغيير والاصلاح التي يقودها الملك عبد ا& بن عبد العزيز. هذا وتعتبر السعودية من أغنى دول العالم باعتبار المداخيل النفطية الهامة والتي وصلت حسب تقديرات عدد من الخبراء في الاحد عشر شهرا الماضية الى ما يقارب 950 مليار ريال. وبالرغم من هذا فإن الامير خالد الفيصل الذي يرأس الهيئة المسؤولة عن منح جائزة الملك فيصل العالمية قال: «السعودية ليست من أغنى دول العالم فميزانية شركة واحدة في أمريكا أكثر من ميزانية المملكة العربية السعودية». وأضاف انه يجب على كل السعوديين ان يدفعوا زكاتهم داخل بلدهم وأن يقدموا صدقاتهم داخل بلدهم... واعتبر ان تطبيق هذه القاعدة سيقضي على الفقر في السعودية.