مع استنفاد واشنطن كل أوراقها السياسية والاستراتيجية للضغط على سوريا استنجدت الولاياتالمتحدة بجامعة العرب عساها تقدر على تأليب روسيا والصين على دمشق وسط «تهاطل» خرائط الطريق السياسية لحل الأزمة في سوريا والتي تضمنت آخرها عرضا لبشار الأسد باللجوء الآمن. قال مصدر في الخارجية الأمريكية ان الوقت قد حان لتسليط ضغوط عربية كبيرة وهائلة على روسيا والصين قصد تغيير موقفهما من الملف السوري. وفد وزاري أو رئاسي ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن المصدر، دون الكشف عن هويته اقتراح ارسال وفد من جامعة الدول العربية الى موسكو وبيكين على مستوى وزاري رفيع أو رئاسي. وأضاف زاعما: يتهمنا الروس بأننا غير أخلاقيين ونحن نعرف طبعا من هو الأخلاقي ومن هو غير الاخلاقي... وفي مثل هذه الظروف صار واجبا أخلاقيا على الدول العربية ان تتحرك الى الأمام في خطوات فعالة. وأكد أنه ليس سرا ان الادارة الأمريكية لا تعرف ماذا تفعل ومالذي ستفعله بالتأكيد وبصورة فعالة أمام التعنت من الجانبين الروسي والصيني... وليس سرا ان هناك عوامل أخرى تعقد اتصالاتنا مع الدولتين، ناهيك عن الموضوع السوري وهي الأمور التي تقيد أيدينا بعض الشيء. وشدد على ان جامعة الدول العربية بمقدورها فعل شيئين اثنين على الأقل، الأول أن تعطي المنظومة الدولية الضوء الأخضر للتدخل العسكري على شاكلة ليبيا والثاني مواجهة الاعتراضات الروسية والصينية بشكل صريح وعلني وب«لسان عربي». أمريكا لا تريد الحرب الأهلية!! وفي ذات السياق، قال المنسق الخاص لشؤون منطقة الشرق الأوسط فريدريك هوف، المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية ان جامعة الدول العربية والمعارضة السورية تبذلان قصارى جهدهما لتفادي سيناريو الحرب الأهلية التي اتهم زاعما النظام السوري بالسعي الى تأجيجها. وأضاف انه من الصعب توقع المدة التي لا تزال أمام النظام السوري ولكنه ان تمكن من الاستمرار فسيكون كمستبد وفق تعبيره يرأس بيونغ يانغ في بلاد المشرق تكبله العقوبات تماما مثل نظام كوريا الشمالية المعزول. وأردف أنه من المهم على مجلس الأمن الدولي حماية السوريين من قوات الأمن داعيا روسيا والصين والهند الى التوقف عن معارضة قيام الأممالمتحدة بهذا التحرك. وكشف هوف عن امكانية قبول المعارضة السورية في نهاية المطاف رحيل بشار الأسد من دون محاسبته أو محاكمته طالما أن هذا المطلب قد يكون الحل الوحيد لتفادي الحرب الأهلية. مبادرة عراقية وفي مقابل الاملاءات والتكهنات الأمريكية أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس ان بغداد سترسل وفدا الى سوريا لطرح مبادرة عراقية تهدف الى فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية. وأضاف ان المبادرة تهدف الى فتح حوار بين أطياف المعارضة السورية من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى للوصول الى نتائج مرضية للجانبين. وأورد أن واشنطن والاتحاد الأوروبي متخوفان من مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد لذا فقد تفهموا المبادرة العراقية. وكان على الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي قد اكد في وقت سابق ان السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف الوساطة بينها وبين النظام موضحا ان المعارضة ردت ايجابا على هذا الاقتراح. نفي في هذه الأثناء، نفى المنسق العام «لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» في سوريا حسن عبد العظيم تلقيه أية دعوة من ايران واتصال من العراق مشددا على ضرورة اقناع سوريا بتنفيذ مبادرة الجامعة العربية لأنها تلبي معظم مطالب المعارضة السورية. وأورد أنه لا صحة لما نقل عن برهان غليون بطلب التدخل العسكري من مجلس الأمن في سوريا قائلا: ان الأخير أكد في تصريحاته العلنية رفضه المطلق للتدخل العسكري وهذا الأمر مسألة مبدئية لا يمكن التساهل معها.