وتم عشية يوم الأربعاء تشييع جثمان الفقيد إلى مقبرة القصاب بمسقط رأسه مدينة قصر هلال...موكب الدفن ومثلما أشرنا إلى ذلك في مراسلة سابقة حضرته عدة شخصيات وطنية معروفة على غرار السادة عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني ورشيد عمار رئيس أركان الجيوش الثلاثة وكمال مرجان رئيس حزب المبادرة وعياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وقيس سعيد ورضا بالحاج وفاضل بن موسى وعز الدين سعيدان وكمال العبيدي وعدد كبير من الحقوقيين والقضاة وزملاء المرحوم في العمل وكذلك في لجنة تقصي الحقائق وبعض أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ولعل النقطة السلبية الوحيدة التي رافقت مراسم دفن المغفور له هي غياب رئيس الدولة وأعضاء الحكومة إذ لا احد منهم كان حاضرا باستثناء السيد عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني. وكانت الجموع الغفيرة التي حضرت جنازة السيد عبد الفتاح عمر تتطلع إلى معرفة أسماء الضيوف الذين حلوا بالمدينة لتقديم تعازيهم مباشرة لأفراد عائلته وكان السؤال يتمحور أساسا حول حضور السيدين المنصف المرزوقي رئيس الدولة وحمادي ألجبالي رئيس الحكومة وبدرجة اقل حول حضور السيدين الباجي قائد السبسي وفؤاد المبزع ولم يكن هذا السؤال وليد حب الإطلاع وإنما لمعرفة مكانة الفقيد في قلوب هؤلاء وهو الذي عين في شهر جانفي من سنة 2011 رئيسا للجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول قضايا الرشوة والفساد وتحمل مسؤولية البحث في أخطر الملفات التي مثلت هدفا رئيسيا من أهداف الثورة ومطلبا شعبيا مازال يطالب به المواطنون إلى حد الآن مما ولد لديه ضغطا نفسيا رهيبا قد يكون سببا غير مباشر في وفاته. ثم إن الفقيد يعتبر من الكفاءات التي تعتز بها البلاد وهو الأستاذ المتميز في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس والمتخصص في القانون الدستوري والدولي و رئيس الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري وقد سبق له أن تولى من سنة 1993 إلى سنة 2004 مهمة مقرر خاص بلجنة حقوق الإنسان بالأممالمتحدة مكلف بحرية الدين والمعتقد كما كان عضوا باللجنة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأممالمتحدة بعد أن تولى رئاستها سابقا. استياء في الفايسبوك استياء المواطنين في مدينة قصر هلال من عدم حضور الرئيس وأعضاء الحكومة لجنازة الأستاذ عبد الفتاح عمر انتقل من المقبرة إلى المواقع الالكترونية وعلى صفحات الفايسبوك حيث اعتبر العديد من المتدخلين أن الفقيد هو أيضا شهيد للثورة التونسية وان وفاته بالأساس كانت ناجمة عن تعدد مسؤولياته ومهامه و عن الضغط المسلط عليه أثناء عمله صلب اللجنة الحساسة التي اختير على رأسها وتساءلوا كيف يزور رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته قبور شهداء الثورة ولا يحضرون جنازة رجل مهم وكيف يتحولون إلى الولايات الداخلية وينسون مدينة قصر هلال ذات التاريخ النضالي الطويل والتي لعبت إلى جانب بعض المدن الأخرى دورا مهما في مساندة الزعيم بورقيبة في مراحل نضاله الذي قاد البلاد للحصول على استقلالها. الفايسبوكيون والمواطنون في مدينة قصر هلال يتمنون أن يتدارك السيد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية والحقوقي المعروف الوضع بان يسهر صحبة بعض أعضاء حكومته على تنظيم أربعينية تليق بسمعة وتاريخ الفقيد والإشراف عليها كما يطالبون المسؤولين الجهويين والمحليين بتخليد اسم الراحل في ساحة أو في معلم بالمدينة