اعتبر الباحث سامي براهم أنّ هناك تصادما صامتا بين حركة «النهضة» والتيار السلفي في تونس، وأنّ هذا التصادم مرشح للتصاعد وأن الظاهرة السلفية مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها العنف والإرهاب. وقال براهم ل «الشروق» إنّ «ما يُعاب على حركة النهضة أنها لم تعبّر عن تمايز فكري وسياسي واضح عن التيار السلفي بل إنها راهنت انتخابيا على هذا التيار ولم تنجح في تحييد جزء من هذا التيار الذي كفّر كل من يشارك في الانتخابات وفي العملية الديمقراطية أصلا.» وأضاف براهم أنّ «النهضة راهنت على تحييد السلفيين وعدم الدخول معهم في تصادم وكان هذا على حساب توضيح مواقفها من عدّة مسائل، لكن التيار السلفي بدأ يشكل ضغطا على النهضة التي وجدت نفسها في موقف محرج بين تيار سلفي ضاغط يُطالب بتطبيق الشريعة وتيار علماني يطالب بالالتزام بجملة من المكتسبات الحداثية». وأكّد الأستاذ المتخصص في الحضارة الإسلامية أنّ التصادم مع هؤلاء (العلمانيين) قائم والاصطدام والتنازع مع التيار السلفي قائم أيضا بشكل صامت في المساجد وفي الجامعات وفي بعض الأحياء الشعبية، وهو مرشّح للتصاعد. واعتبر براهم أنه «للخروج من هذا التنازع يجب على الحكومة أن تنجح في الاستجابة للحدّ الادنى من المطالب الاجتماعية ويجب أن توفّر المناخ الأمني والاجتماعي السليم لمعالجة الظاهرة» مؤكّدا أن «اكبر خطأ ترتكبه المجموعة الوطنية أن توكل لطرف واحد مهمة ترشيد هذه الظاهرة لأن الأسلم أن الجميع مطالب بذلك لأننا لا نريد لأي طرف سياسي أن يتصادم مع ظاهرة اجتماعية معينة». وأوضح براهم أن «الظاهرة السلفية في حالة اختمار وهي ليست ظاهرة منظّمة بل هي قاعدة بشرية تلتزم بآراء مجموعة من المشائخ في الداخل والخارج، وهي مرشحة لكل الاحتمالات ومنها العنف والإرهاب، كما يُمكن أن تكون ظاهرة معتدلة متعايشة مع المجتمع كما هو الشأن في مصر أو الكويت، ولكن الثابت أن كل المعطيات مهيئة لترشيد الحضور السلفي في تونس».