انقسم الناشطون على الموقع الاجتماعي يوم أمس الى قسمين متواجهين كلاهما يدعي أنه يمثل ثورة الشعب التونسي، مع تبادل مختلف التهم والشعارات.. وكتب ناشطون كثيرون محذرين من مخاطر المناوشات الكلامية في الصفحات التونسية والتي قد تتحول الى عنف حقيقي في الفضاء العام. بدأت المواجهة في الموقع بين صفحات النهضة وأنصارها من جهة واليسار والمعارضة من جهة أخرى منذ أول أمس، وتولى ناشطون يساريون تغطية اعتصامهم الليلي في ساحة حقوق الانسان بالعاصمة وتجمهراتهم في شارع بورقيبة، ودعوا الناشطين في الموقع الى «الخروج الى الشارع للتظاهر ضد الحكومة واحياء الثورة من جديد» كما قرأنا في عدة صفحات. كما نشرت هذه الصفحات أخبارا عن تدخل الأمن لطردهم من أماكن الاعتصام واعتبروا ذلك «سلوكا قمعيا من الحكومة النهضوية». وتقاسم ناشطون نقابيون شعارات مثل «حماية الثورة من الردة والرجعية والظلامية»، وهي شعارات يسارية معروفة ضد النهضة. في الأثناء، تحرك الناشطون النهضويون ومناصروهم في عشرات الصفحات التي يشرفون عليها، وأعلنوا عن عدة تظاهرات في شارع بورقيبة وأمام المسرح البلدي، «للاحتفال بنجاح الثورة التونسية» كما كتبوا في تعاليقهم. ونشر ناشطو النهضة عشرات المقالات التي تشكر امارة قطر التي ضخت 500 مليون دولار في الخزينة التونسية وأمضت عدة اتفاقيات استثمار في تونس، يكتب حقوقي نهضوي «هذا هو الشريك القطري، فأين هو الشريك الفرنسي الذي دعم بن علي بالسلاح و سانده الى غاية يوم 14 جانفي في الوقت الذي كان فيه منبر الجزيرة مفتوحا لمن يتهم اليوم قطر بالعمالة». يتناقل النهضويون وأنصارهم أيضا مقالا لخبير تونسي في الاقتصاد جاء فيه: «أعتقد أنّ الّذين يرفضون دعم قطر لا يفعلون ذلك من منطلق قومي أو غيرةً على سيادتنا الوطنيّة بل لأنّهم يخشون أن يؤدّي هذا الدّعم الى تحسين الظّروف الاقتصاديّة والمعيشيّة للتّونسيّين بما يعني نجاح التّرويكا والنّهضة خصوصًا في الوفاء ببعض وعُودها وما سينجرّ عن ذلك في المواعيد الانتخابيّة المقبلة». ومنذ صبيحة الأمس، وجد اليساريون على الموقع شعارا جديدا ضد زيارة أمير قطر، وتداولوا عبارات من نوع: «تونس حرة حرة، وقطر على برة»، ورفعت العديد من الصفحات اليسارية شعارات أكثر حدة مثل «تسقط دكتاتورية الحركة ويحيا الشعب»، والحركة هي النهضة طبعا. كما تم تداول مقاطع فيديو عن تظاهرات اليساريين والمعارضة في شارع بورقيبة جاء فيها: «واجب: ثورة ضد السلفية والوهابية، واجب». كما بدت شعارات النقابيين المنقولة بالصوت والصورة من ساحة محمد علي أقرب الى شعارات اليسار اذ جاء في بعضها مثلا: «ثورتنا ثورة كرامة لا حمد ولا أوباما». وبين الطرفين، كتب ناشطون معروفون بحيادهم ومصداقيتهم أخبارا تدعو الى الحذر من احتمال انتقال المواجهات اللفظية من الفضاء الافتراضي الى الواقع في ظل أخبار متفرقة عن مناوشات بين مجموعات محسوبة على النهضة ومجموعات يسارية، بسبب اختلاط الناشطين من الجهتين في شارع بورقيبة، واصرار الجميع على التظاهر فيه. وكتب حقوقي شاب: «الصراع على تمثيل الثورة، ينتقل من «فايس بوك» الى الشارع وربي يستر». وتكررت عبارة «ربي يستر» عندما تم نشر صور لرفع «الرايات السوداء» أمام المسرح البلدي، علم حزب التحرير الذي ينظر اليه العديد من الناشطين الحقوقيين وحتى بعض النهضويين بخوف، خصوصا عندما يرفع أمام المسرح البلدي، أحد رموز الثقافة، فكتبت ناشطة حقوقية «اليوم رفعوا العلم الأسود أمام المسرح بدل رفع العلم الوطني، لاشك أنهم يحلمون باغلاقه وتحويل المسرح الى جريمة، ربي يستر».