لم يمنحنا المنتخب الوطني جرعة الامل الضرورية قبل السفر الى نهائيات الأمم الافريقية فبالهزيمة والأداء الذي قدمه امام الكوت ديفوار أول امس يكاد يعود كل شيء الى نقطة الصفر. الوجه الذي قدمه المنتخب غير مطمئن بالمرة فهناك اخطاء ينبغي ان يقع اصلاحها بالسرعة المطلوبة حيث مازال هناك بعض الوقت لاصلاح ما ينبغي اصلاحه. التجانس الغائب اكبر نقطة ضعف وقفنا عليها هو التجانس الغائب على تركيبة الدفاع فعدو كريم حقي واللعب مع عبد النور في المحور لم تقدم مؤشرات قوية لتجانس لابد منه بين اللاعبين في اول اختبار أمام مهاجمين اقوياء كالذين ضمتهم تشكيلة المنتخب الايفواري من حيث السرعة والمهارة والنجاعة والاندفاع. صورة هدف سالمون كولو تقول كل الحقيقة عن التجانس المحدود جدا حتى لا نقول المفقود بين لاعبي المحور . قد يكون هناك مبرر فعبد النور وحقي حديثا العهد باللعب معا في محور الدفاع ثم ان توزيع الادوار قد يحتاج الى مهارة اضافية ومراقبة عالية لتحركات المنافس وبحثه عن اختراق محور دفاعنا بالكرات العرضية كما حصل في الهدف المذكور. لكن أليس هناك تركيبة اخرى ممكنة لمحور الدفاع كما كان الحال في مبارتي الباسك وكاتلونيا من خلال التعويل على كل من العيفة وعبد النور وقد اظهر هذا الثنائي تكاملا مطمئنا . الجمل... والخطة غير المناسبة البحث عن حل لمشكلة الجهة اليسرى للدفاع في ظل العقوبة المسلطة على خليل شمام والتي تجعله يغيب عن المباراة الأولى امام المغرب يوم 23 جانفي لم ينته إلى حل ناجع وعليه فان حل التعويل على عمار الجمل كان حلا نسبيا ولم يقدم الحلول المنتظرة في الجانب الأساسي الموكول له وهو الدفاع حيث اخترق في أكثر من مرة ولو تغطية زهير الذوادي في أكثر من مرة لكان الامر اكثر خطورة على مرمى البلبولي .اما على مستوى المساندة الهجومية لخلق التفوق العددي فهذا لم يحصل الا نادرا وكانت المحاولات جميعها فاشلة لانه لا يجيد التوغل بالكرة والخروج من الوضعيات التي تتطلب عمليات سريعة في مركبات ثلاثية للخروج بالكرة ونقلها ثم خلق عملية هجومية. عمار الجمل يملك خاصيات دفاعية هامة لكن ينبغي استغلالها في المكان المناسب. معضلة التنشيط الهجومي ما يزال التنشيط الهجومي يمثل معضلة تحتاج الى حل عاجل . فأمام الكوت ديفوار لم تتوفر الحلول المطلوبة وغاب التكامل نظرا لان التشكيلة تتغير من مباراة الى اخرى كما ساهم عدم مساندة ظهيري الدفاع في العمليات الهجومية في التقليل من الفرص والحلول المطلوبة . واذا كان ياسين الشيخاوي اظهر مرة اخرى انه قادر على ان يقوم بادوار مميزة على مستوى التحكم في الكرة والتمرير ورسم اللوحات الفنية التي تضفي الجمالية المطلوبة على أداء المنتخب الا ان التعويل مثلا خلال الشوط الأول على كل من تراوي والراقد والشاذلي معا لم يقدم الحلول المطلوبة فهناك تداخل في الأدوار وهناك ضيق في المساحات المطلوبة للتحرك بين الثالوث المذكور . ويبقى السؤال المطروح هل ان الحل في اللعب بثلاثة لاعبين كمتوسطي ميدان دفاعيين او الاكتفاء بلاعبين فقط مع منح صانع العاب الحرية والمساحات الكافية للتحرك بالكرة و دونها مع التنصيص على مساندة الظهيرين لتحقيق التفوق العددي المطلوب في مناطق المنافس . الحلول الممكنة دون شك تبقى هناك بين ايدي المدرب الوطني سامي الطرابلسي وخيرا جاءت الاخطاء ونتيجة مباراة الكوت ديفوار حتى ينظر المدرب الى ما يمكن ان يصلحه قبل الدخول في المواجهات الرسمية في النهائيات الإفريقية . تمتين خط الدفاع أمر ضروري لكن إنجاح التنشيط الهجومي وتقوية عمل المهاجمين والاستغلال الأمثل للكرات الثابتة امر لا بد ان يلقى كل الاهتمام من الاطار الفني لانه من حيث الامكانات المتوفرة يمكن ايجاد حلول سواء جماعية او فردية .