يواجه المجلس الانتقالي الليبي أخطر أزمة منذ سقوط نظام معمّر القذافي أرغمت نائب رئيسه على الاستقالة ودفعت رئيسه الى التحذير من حرب أهلية في ليبيا. حذّر رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل من حرب أهلية في ليبيا في حال استقالة المجلس الذي يواجه أزمة خطيرة. وقال عبد الجليل في مقابلة مع تلفزيون «ليبيا الحرة» الليبي: «لن نستقيل لأن الاستقالة قد تؤدي الى حرب أهلية». غليان في ليبيا وكان عبد الجليل يشير بالخصوص الى تصاعد الاحتجاجات ضد المجلس الانتقالي الليبي والى استقالة نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة تحت ضغط المحتجين الذين طالبوا برحيله. وأدلى عبد الجليل بهذه التصريحات بعد ساعات من استقالة غوقة الذي اعتبر أن الأهم بالنسبة إليه هو بقاء المجلس الانتقالي. وأكد رئيس المجلس الانتقالي الذي أشاد بغوقة أنه يستبعد تماما احتمال استقالة المجلس ولكنه اتهم أيادي خفية بالوقوف خلف أعمال العنف الأخيرة. ولم يوضح عبد الجليل هوية هذه الأيادي مكتفيا بالقول بأن غوقة اختار الوطن قبل شخصه ودعم الثورة بينما كان آخرون في مصر أو في أماكن أخرى مختبئين. وبدأت موجة الاحتجاجات ضد المجلس الانتقالي الليبي منذ أيام وبلغت ذروتها السبت الماضي عندما اقتحم حشد غالبيته من الشبان مكتب المجلس في بنغازي حين كان مصطفى عبد الجليل داخل المبنى حيث ألقيت قنبلة يدوية وتحطمت نوافذ المبنى وجرى العبث بمحتوياته. انقسام متواصل وتشهد بنغازي في الواقع اعتصامات متواصلة بالرغم من انتماء غالبية أعضاء المجلس للجهة الشرقية من ليبيا بينما لا يزال المجلس يواجه صعوبة في فرض نفسه في طرابلس. وفي محاولة لاستعادة نوع من الثقة قرّر المجلس الانتقالي تعليق عضوية عدد من ممثلي بنغازي في المجلس وتشكيل هيئة علماء الدين للتحقيق في اتهام مسؤولين وأعضاء في المجلس بالفساد أو الارتباط بالنظام السابق كما أرجأت الحكومة إعلان القانون الانتخابي رسميا. وحذّر ناشطون ليبيون من عواقب التصعيد الحالي في ليبيا ضد المجلس الانتقالي الذي يواجه صعوبات في بنغازي وفي طرابلس. وقالت الناشطة والمحامية الليبية سلوى بوقعيقيص في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» لأمريكية ان انعدام الشفافية ينذر بالمزيد من المصاعب. ولاحظ المتحدث باسم مجلس مصراتة أن ناشطي المدينة يعتبرون أن رأس النظام تغيّر في ليبيا ولكن الباقي مازال قائما. وأكد عضو المجلس الانتقالي من بنغازي فتحي البجعة انه ليس من حق أيّ كان وخصوصا رجال الدين في المدينة تعليق عضوية أعضاء في الانتقالي.