شهدت عدة مدن وبلدات في شتى أنحاء السنغال الليلة قبل الماضية موجة من الاحتجاجات العنيفة بعد أن أعلنت أعلى هيئة قضائية في البلاد حق الرئيس عبد اللّه واد في ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة في انتخابات الشهر القادم. قال التلفزيون السنغالي إن شرطيا سنغاليا توفي نتيجة اصابته في الرأس بعد اشتباكات في العاصمة داكار الليلة قبل الماضية. وقام شبان محتجون بإضرام النار في اطارات مطاطية وقلب السيارات بعد الحكم الذي أعلنه المجلس الدستوري. وقال شهود عيان إنه تمّ نهب مركز شرطة في بلدة كاولاك في وسط البلاد في حين قالت الاذاعة الرسمية إن المقر المحلي للحزب الديمقراطي السنغالي الليبرالي الذي يتزعمه واد قد تمّ إحراقه. وأفادت أنباء بوقوع احتجاجات في شوارع بلدتي تايس ومبور.ويقول منافسون لواد الذي يبلغ من العمر 85 عاما إن الدستور الحالي يضع حدا أقصى للرئاسة وهو مدتان. ويرى واد الذي وصل الى السلطة عام 2000 وأعيد انتخابه عام 2007 ان فترته الأولى كانت سابقة لتعديل 2001 الذي أقرّ الحدّ الأقصى لمدة الرئاسة. وأيّد المجلس الدستوري في السنغال ترشيح واد و13 منافسا له لخوض انتخابات الرئاسة في 26 فيفري 2012 ولكنه رفض طلب نجم الموسيقى العالمي يومو ندور بتعلّة أنه لم يجمع توقيعات التأييد المطلوبة وهي عشرة آلاف توقيع. ودعا ندور أنصاره وأغلبهم من الشباب الى الحيلولة دون إجراء الانتخابات مؤكدا في تصريحات تلفزيونية أن قرار استبعاده سياسي وأنه وأنصاره سيردون بقرار سياسي.والسنغال هو البلد الوحيد في غرب إفريقيا الذي لم يشهد انقلابا منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية وينظر الى انتخابات الرئاسة القادمة (على دورتين) على أنها اختبار رئيسي للسلم الاجتماعية في هذا البلد الذي تقطنه أغلبية مسلمة. ويقول منتقدون إن واد الذي قضى 26 عاما في المعارضة للحكم الاشتراكي لم يفعل شيئا خلال 12 عاما في السلطة للحد من الفقر ومعالجة الفساد.وقد أعربت واشنطن منذ أيام عن أسفها لقيام واد بترشيح نفسه معتبرة أن التقاعد هو الأنسب إليه.