منطقة المامنية من عمادة عين سلام التابعة لمعتمدية عين دراهم تبعد عن مدينة عين دراهم بحوالي 18 كيلومترا وهي منطقة جبلية ذات تضاريس حادة ومنحدرات صعبة تنعدم بها المسالك المهيأة. هذه المنطقة تفتقر إلى مواطن الرزق وروافد التنمية منذ السنوات الاستقلال الأولى مما جعل منها منطقة مهمشة يعيش اغلب سكانها الفقر والفاقة والحرمان ويرتزق البعض الأخر منهم من الحضائر الظرفية والموسمية التي قلما توجد بها . ناضل الكثيرون من سكان هذه المنطقة للبقاء بهذه الفجوات الغابية متشبثين بأراضيهم التي لا تتعدى مساحة بعضها (آرات )وبيوت توزعت بين الأكواخ البدائية ومنازل اقل من العادية من بين هؤلاء الذين امضوا عقد الفقر المدقع والبؤس والخصاصة والحرمان مع الزمن منذ صباهم. الشيخ بونوارة بن محمد المومني الذي لا يملك من حطام الدنيا غير الكوخ الذي يسكنه يتسرب من بين سقفه القشي وبابه الذي لم يكن سوى قطعة من الخفاف انتزعت من شجرة فرنان رياح الشتاء البارد وزمهريره الشديد لتلفح جسده الضعيف لعدة سنوات وفراش لا يملك من الصفات سوى الاسم ومجموعة من الملابس البالية تقرأ في وجهه الشاحب منذ أن تراه علامات البؤس والفقر وسوء التغذية وتطالعك تجاعيد وجهه لتقص عليك أثار حزن لم يفارقه منذ سنين وقد رسمته الأيام بدقة على محياه. هذا الشيخ لم يعرف من الطعام سوى ما يجود به أجواره الخيرون ولم ير النور الكهربائي إلا بالمنازل المحيطة بكوخه ففانوس البترول ما يزال يرافقه في رحلة عمره اكتشف مكانه فرع جمعية «رحمة»الخيرية بعين دراهم وذالك في نطاق تدخلاتها للإغاثة الشتوية الخاصة بالمناطق المحرومة والمعزولة بريف تونس وأطلقت نداء لمساعدته فوجد هذا النداء صداه لدى الكثير من الخيرين وقدمت له الإعانات اللازمة في انتظار أن يقام له منزل لائق تكفلت الجمعية المذكورة بانجازه حالة الشيخ بونوارة ليست هي الوحيدة بهذه العمادة وبغيرها من العمادات الأخرى فهناك الكثيرين والذين لم يسعفهم الحظ حتى تتواصل معهم الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير فتتحسن ظروفهم المعيشية ويغادرون بوتقة الفقر والفاقة والنسيان