تحتفل غدا الأمة الاسلامية بالمولد النبوي الشريف، هذا الحدث الذي ينتظره الملايين ليعبّروا عن مدى حبهم للرسول الكريم، ولكن تغير المشهد الديني في تونس وانقسام الآراء بين مؤيدين لهذه الاحتفالات وبين فئة رافضة لمثل هذه المناسبات. لذلك كان لنا حوار مع سماحة المفتي عثمان بطيخ لنسأله عن هذا الموضوع ونعرف حيثياته وخاصة أن هناك أصوات بدأت تعلو لتعلن القطع مع هذا الاحتفال، وعن التبشير والوهابية تحدثنا معه، فكان الحوار جريئا ليخرج السيد عثمان بطيخ عن صمته. نعم للاحتفال بالمولد بدأ سماحة المفتي عثمان بطيخ كلامه قائلا «أنا أستغرب رفض بعض الناس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد بدأت جذور هذه الاحتفالات مع الصحابة الذين تعلقوا كثيرا بالرسول الكريم واحتفلوا بمولده حبا فيه لا عبادة له وبعد وفاته استمر الصحابة في احتفالهم بمولد أفضل مخلوق عرفته الأمة الاسلامية، فأين الخطأ هنا. ثم بعد ذلك قلت هذه الاحتفالات لتعود مع الدولة الفاطمية، فكانت تنفق في مولد الرسول صلى اللّه عليه وسلم على المساكين والفقراء. أما في تونس فقد واصلت الدولة الحفصية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع فارس عبد العزيز حفصي وهو من كبار أمراء وعلماء الاسلام، إذا الاحتفال ليس بدعة، ولا يوجد نص قرآني يحرم ذلك. جهلة الدين أما عن تفاقم ظاهرة المتشدّدين في الدين فيقول السيد عثمان بطيخ: «ما يزعجني من هذه الفئة هو جهلهم بالدين ومعالمه وعدم قدرتهم على فهم الاسلام بطريقة صحيحة فتراهم يتدخلون ويفتون دون دراية بالدين وجلّهم جاهلون دينيا ولا يفقهون شيئا مما يجعلهم فريسة سهلة لدى بعض الأطراف التي تستعملهم لمصالحهم الشخصية فيثيرون البلبلة بين أوساط المجتمع ويفسدون المفهوم الصحيح للاسلام بل يخيفون منه الآخر وهذا لا يجوز، فهم ليسوا الأوصياء على ديننا الحنيف، فليتعلموا التسامح من الرسول الكريم. الوهابية خطر أما عن الوهابية التي انتشرت بدورها في المجتمع التونسي فيقول «بالنسبة لي هي خطر على المجتمع وهي أصلا موجودة في السعودية ولكن هناك بعض الأشخاص الذين اعتبروها منهجا لهم ولكن علينا أن نقف ضدّ هذه التيارات وقفة حازمة علمية فأنا ضدّ العنف في التعامل وأؤمن بالحوار». احذروا التبشير ويواصل مفتي الجمهورية عثمان بطيخ كلامه في نفس السياق، حيث يقول: «هناك تيارات سلفية متشدّدة وهي خطيرة في المجتمع كما توجد أيضا حملات تبشير تهدّد الاسلام ويوجد بعض التونسيين الذين اعتنقوا المسيحية، لذا علينا الانتباه والبحث عن هذه الأسباب وراء التشدّد المفرط والتبشير. الآئمة إلى أين؟ أما عن الأيمة فيقول: «هناك اقتراح من وزارة الشؤون الدينية وأنا متفاعل معه ينص على تعيين أيمة في الجوامع من خريجي جامعة الزيتونة أو أساتذة تربية اسلامية، فليس كل من هب ودبّ يصبح إماما للجامع؟».