تعيش مدينة الحمامات السياحية منذ فترة حدثا ابداعيا هاما من خلال الاعلان عن تأسيس «كاب آف م» كأول اذاعة بجهة الوطن القبلي... جاءت لتكمل حلقة ابداعية متناسقة متكاملة في هذه الربوع من الوطن الجميل. اذاعة احتل مقرها احدى العمارات المتميزة بمدينة الحمامات حيث يعمل فريق من الشباب المتحفز على وضع اللمسات الأخيرة لهذا الصوت الاعلامي الجديد تحت ادارة واشراف السيدة ألفة التونسي الرئيس المدير العام لهذا المولود الذي جاء معززا المشهد السمعي التونسي... السيدة ألفة التونسي التي تتوفر على تجربة هامة ومعتبرة في مجال الاعلام المكتوب اختارت عن حب خوض تجربة الاعلام المسموع انطلاقا من ربوع تزخر بالمعالم والتاريخ والخصوصيات الطبيعية والمناخية على أكثر من مستوى... مغامرة ابداعية جديدة نكتشف تفاصيلها في هذا الحوار كيف جاءت فكرة تأسيس اذاعة في الوطن القبلي؟ لا أخفي سرا اذا قلت ان فكرة تأسيس اذاعة خاصة في الوطن القبلي خامرتني منذ سنتين كانت حلمي الذي أعطيته كل جهدي حتى يتحقق... غير أنني اصطدمت بصعوبات شتى جعلت تحقيق مثل هذا الحلم أمرا مستحيلا. كيف ذلك؟ لاقيت معارضة كبرى من السلطات المحلية بالجهة فتمت عرقلة المشروع على المستوى الرسمي... لقد كان هناك «فيتو» ضد تنفيذ هذه الفكرة. تعنين فترة ما قبل الثورة؟ نعم... وتجدد الحلم بعد ثورة 14 جانفي؟ بالفعل... بعد الثورة الشعبية المجيدة سارعت بتجديد المطلب في بعث اذاعة خاصة في الوطن القبلي... تقدمت بكل الوثائق المطلوبة وفق الشروط القانونية الى الجهات المختصة التي باركت هذا التوجه ومنحتني الرخصة القانونية لبعث وتأسيس اذاعة «كاب آف م» في الوطن القبلي. رغم أنك تتوفرين على تجربة اعلامية معتبرة في الصحافة المكتوبة... فإن الأمر يختلف حتما بالنسبة للاعلام السمعي... ألا ترين في ذلك مغامرة؟.. انها مغامرة ممتعة... وأعتبرها أيضا مجازفة مني... لكنها مجازفة في الاتجاه الايجابي على اعتبار أنني اخترت ذلك عن طواعية وحب وايمان بما سأقدمه. بعث اذاعة في الوطن القبلي أرى فيه حاجة أكيدة وضرورية لجهة تعج بالانشطة وتزخر بالمآثر التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وما هو سلاحك لكسب هذا الرهان؟ الرغبة الجامحة في كسب الرهان والتوق الدائم الى الأفضل بالاعتماد على الطاقات الشابة التي تتقد حماسا... لقد اخترت العديد من الطاقات الشابة التي تزخر بها جهة الوطن القبلي لتقديم وجبة اعلامية سمعية متنوعة تجمع بين الامتاع والاقناع... بدأنا العمل بحماس بمساعدة ذوي الخبرة الذين يعملون على تأطير هذه الطاقات الشابة الواعدة والتي تتقد حماسا وتوقا الى الأفضل. كيف تحددين المسار العام لهذه الاذاعة... بعبارة أخرى ما هي خصوصيات الخط التحريري للاذاعة ان صح التعبير؟ سنعمل على ان تكون اذاعة لكل التونسيين دون استثناء وخاصة الشباب منهم... وستعمل هذه الاذاعة على التعاطي بايجابية مع مختلف خصوصيات الجهة وتاريخها... حاضرها... زخمها الثقافي... مشاكلها المتعددة... ان منطقة الوطن القبلي تمثل لنا زخما وحراكا متنوعا على أكثر من مستوى سنعمل بكل جدية على تقديم ذلك في برامج ومنوعات وتحقيقات يكون فيها للمستمع الدور الرئيسي... سيكون المواطن في الوطن القبلي شريكا فاعلا في تأثيث كل برامج الاذاعة بكل نزاهة وبعيدا عن التحزب أو الانتصار لتوجه سياسي على حساب آخر. اذاعة «كاب آف م» ستكون في الصف الأول بجهة الوطن القبلي لمزيد تفعيل مسار الديمقراطية والحرية... وستنتصر في كل برامجها لقيم الحداثة والتنوير الفكري وحق الاختلاف. الوطن القبلي... منطقة فلاحية هامة وهي أيضا قبلة السياح بدرجة كبيرة... أي حظ لهذين التخصصين في اهتمامات الاذاعة؟ بالفعل الوطن القبلي قبلة السياح... بل هو من أكبر المناطق السياحية في البلاد.. ومن هذا المنطلق فإن هذا الشأن الترفيهي إن صحّ التعبير سيكون له حضوره الكبير في برامج الاذاعة شأنه في ذلك شأن المجال الفلاحي.. ستعمل الاذاعة من خلال عدد من البرامج على التوقف عند الجانب السياحي بكل خصوصياته ونقائصه ومشاكله ومشاغل العامين فيه. من هذا المنطلق ستكون «كاب آف م» إذاعة جامعة؟ بالفعل ستكون إذاعة جامعة شاملة لمختلف فنون الابداع والفكر والاقتصاد والسياسة وغيرها. أي حضور للمادة الاخبارية في برامج الاذاعة؟ سيكون للأخبار حضور بارز مع الاهتمام على وجه الخصوص بالأخبار الجهوية من خلال التحقيقات الميدانية مع المواطنين ومتابعة الأنشطة المحلية بالجهات. وماذا عن الجانب الموسيقي؟ ستكون الاذاعة منفتحة على مختلف التجارب والاتجاهات الموسيقية الشبابية لكن لن يكون ذلك «بحشيشو وريشو» هناك عملية انتقاء للارتقاء بالذائقة الفنية والمساهمة الايجابية في صقلها. في هذا إشارة الى خطوط حمرا؟ نعم.. هناك خطوط حمراء لا مجال لتجاوزها.. لقد تربّينا على قيم وتاريخ عريق زاخر بالمواقف والمبادئ الانسانية النبيلة ونحن نرفض الاثارة الرخيصة في الانتاج الغنائي.. الراب سيكون له حضوره.. والموسيقى الغربية الراقية أيضا والانتاج الموسيقي التونسي.. بما في ذلك أغاني المزود؟ (تضحك).. هذا النوع من الأغاني فيه نظر. وكيف ستكون طريقة البث؟ سنعتمد البث المباشر والتنشيط الحركي الحي بدرجة أولى. متى ستنطلق هذه الاذاعة في البث الرسمي؟ سيكون ذلك في شهر مارس المقبل.. وستغطي كامل منطقة الوطن القبلي وحتى تونس الكبرى. أنت متفائلة بمستقبل هذه الاذاعة؟ نعم.. على اعتبار أن هذه الاذاعة ولدت لتعمل على إعادة الاعتبار لمنطقة الوطن القبلي في المشهد السمعي التونسي إنها إذاعة ولدت لتكون صوت الوطن القبلي المتفائل والمقبل على الحياة بكل حبّ ونخوة واعتزاز. وكيف تنظرين الى «كاب آ ف م» في علاقاتها مع باقي الاذاعات العامة والخاصة؟ سنعمل على أن تكون علاقات الند بالند على اعتبار أننا نتكامل ولا نتنافس.. هناك سؤال أرى من الضروري طرحه على السيدة ألف التونسي ويتعلق بمصادر التمويل؟ هي مصادر تمويل ذاتية ولا دخل لأي جهة أو حزب أوجمعية في ذلك.. «كاب آف م» إذاعة القرب وإذاعة كل التونسيين.. وصوت الحرية والتعددية وحق الاختلاف.