دفع الجيش المصري أمس بقوات مدّرعة هامة الى الشوارع والساحات العامة في مختلف المدن لتأمين المنشآت الحيوية قبل «سبت العصيان» الذي دعت إليه جماعات معارضة والذي قد يشهد اضرابا عاما. نشر الجيش المصري أمس قوات ضخمة في جميع محافظات البلاد لحماية المنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية وذلك تحسبا لتداعيات «العصيان المدني» الذي دعت جماعات معارضة لتنظيمه في ذكرى مرور عام على الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وقدم بيان للجيش المصري تفاصيل الانتشار المكثف في مختلف المحافظات عبر الدوريات الثابتة والمتحركة. احتقان مصري وينتظم سبت العصيان المدني بمبادرة من جماعات وأحزاب معارضة تعتبر نفسها أطلقت الثورة قبل أكثر من عام وتعتبر أن الثورة المصرية لم تحقق أهدافها. وقالت تقارير اعلامية مصرية إن منظمي حركة العصيان والاضراب العام يريدون تكثيف الضغط من أجل التسريع بالانتقال الى الحكم المدني ومواصلة المظاهرات يوم غد السبت وفي الأيام القادمة. وبينما رفض حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسي للاخوان المسلمين وحزب الوفد المشاركة في الاضراب أعلن عدد من الأحزاب بينها حزب التجمع والحزب الشيوعي المصري وحزب الوعي تأييده للاضراب ومشاركته فيه. وقال رئيس الوزراء كمال الجنزوري إنّ الدعوات للعصيان المدني جزء من مخطّط لاسقاط الدولة. وذكرت بوابة «الأهرام» الالكترونية أن شيخ الأزهر انتقد الدعوات للعصيان المدني ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسية إن العصيان المدني لا يقبله الدين. ووصل حسن الشافعي رئيس المكتب الفني للإمام الأكبر شيخ الأزهر الى حدّ القول بأن الاضراب مكروه شرعا وإن دعوات الاضراب تخدم أعداء مصر. ورأى الناشط الحقوقي المصري جمال عيد أن مطلقي الفتاوى التي تحرم العصيان من المسلمين والمسيحيين كانوا دعموا مبارك أيام حكمه والآن يدعمون ورثته. قلق وانتظار وقالت شهادات وتحليلات متطابقة في القاهرة إن ملامح نجاح أو فشل تظاهرة سبت العصيان للمعارضين المصريين لم تتضح بعد ولكن حصول صدامات محتملة قد يزيد من تصعيد التوتر. وتضاربت التقديرات حول مشاركة النقابات والجامعات في «سبت العصيان» ولكن المظاهرات السابقة المناهضة للمجلس العسكري والتي تواصلت لعدّة أيام تدعم احتمال التصعيد خصوصا بعد أن أيدت قيادات في الاخوان المسلمين الدعوة لاستقالة حكومة الجنزوري.