صعدت طهران أمس لهجتها الديبلوماسية حيال دول الخليج مؤكدة أنها لن تغفر دعمها لواشنطن في المخطط الدولي الذي تتعرض له والهادف لمنعها من الحصول على التقنية النووي السلمية. وقال رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ان ايران «لن تغفر» لدول الخليج العربية في حال ما ساندت الأخيرة «مؤامرات» الولاياتالمتحدة ضد طهران. وقال لاريجاني «ننصح بعض بلدان المنطقة التي. .. تدعم حاليا المؤامرات الامريكية ضد ايران بتغيير سياستها». عواقب وخيمة وأضاف أن «الامة الايرانية لن تغفر لها من جديد، واذا تجسدت تلك المؤامرات ضد إيران فستكون عواقبها وخيمة على المنطقة» في إشارة واضحة إلى دول الخليج العربية. وتزامن تحذير رئيس البرلمان، وهو شخصية نافذة في المعسكر المحافظ الحاكم في ايران، مع تشديد الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوباتهما ضد طهران في جانفي الفارط بفرض حظر على البنك المركزي وعلى شراء النفط الايراني. واعلنت الرياض انها مستعدة لتعويض النفط الايراني في الاسواق بزيادة انتاجها مثيرة غضب طهران التي نددت بهذا الموقف «غير الودي». تحذير إيراني ل«حماس» بدوره، حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حركة حماس من أية «تسوية» مع «إسرائيل» وذلك خلال لقاء مع رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية. وأفاد موقع خامنئي على الانترنت انه قال لهنية «يجب دائما الحذر من تسلل أنصار التسوية إلى منظمة المقاومة لإضعافها تدريجيا». وأضاف «لا يساورنا أي شك في مقاومتكم ومقاومة أشقائكم والشعوب لا تنتظر منكم غير ذلك» مؤكدا أن إيران «ستقف دائما إلى جانب المقاومة الفلسطينية». ويأتي هذا التحذير في حين تحاول حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة التوصل إلى اتفاق مصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. كما يتزامن مع انقسامات بدأت تلوح داخل حركة حماس حول الإستراتيجية التي يجب انتهاجها. لا سيما بعد أن أعرب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل من منفاه في سوريا عن تأييده «المقاومة الشعبية السلمية» التي تقتضي أن تتخلى الحركة عمليا عن الكفاح المسلح. كما أعلن عن تأييده إقامة دولة فلسطينية داخل حدود جوان 1967، أي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية، أي إلى جانب دولة «إسرائيل». وانتقد القيادي في قطاع غزة محمود الزهار هذه التصريحات. ورد هنية على أية الله خامنئي مؤكدا أن الهدف حماس لا يزال العمل من «اجل حرية الفلسطينيين كافة من البحر إلى النهر ورفض مفاوضات السلام». وأردف أن حركته «لن تعترف أبدا بإسرائيل وان النضال متواصل حتى تحرير كامل أراضي فلسطينوالقدس وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين» إلى ديارهم. كما نفى ما ورد عن بحث حماس عن بدائل بسبب الازمة الجارية في سوريا لنقل مكاتبها من دمشق قائلا ان هذا ليس دقيقا، واعرب عن امله في ان يتم حل الازمة في سوريا. وأشار إلى أن سفر القيادات في الحركة في سوريا يتم بصورة طبيعية لمتابعة شؤونهم ومهماتهم في حركة المقاومة ومتابعة شؤون الشعب الفلسطيني.