حسن مرزوق اسم سيبقى محفورا في ذاكرة مدينة قابس التي عشقها وخصص لها الجزء الأكبر من حياته مناضلا من أجل الاستقلال وباحثا في تاريخها. الشهادات تواترت في موكب أربعينية الفقيد. في حياته كما في مماته يملك حسن مرزوق الذي غادرنا فجر 2 جانفي الماضي قدرة كبيرة على تجميع الناس ونشر ثقافة المحبة والتسامح، هكذا كان دائما ويوم السبت الماضي وفي أحد نزل مدينة قابس جاء أصدقاؤه ومريدوه من كل مكان من باريس ومن القاهرة ومن مدن تونسية مختلفة ليؤكدوا في شهاداتهم على أن حسن مرزوق لم يرحل وإن غاب . الى جانب أبنائه وأحفاده غصت القاعة بوجوه كثيرة من مختلف الأجيال ومن لم يستطع الحضور لوضعه الصحي أرسل شهادته حتى لا يغيب عن الأربعينية التي نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة بقابس. شهادات البرنامج تضمن مجموعة من الشهادات لعدد من المثقفين ومن المناضلين الذين رافقوه في رحلة الحياة التي بدأت منذ سنة 1948 عندما سافر راجلا الى مدينة طرابلس متطوعا للقتال من أجل فلسطين ضد العصابات الصهيونية وقد دون هذه الرحلة في الكتاب الذي صدر لكاتب هذه السطور «حسن مرزوق خفايا حربي فلسطين وبنزرت وانقلاب 1962». وقد أشار الروائي المصري جمال الغيطاني الى أهمية سيرة حسن مرزوق وجيله واعتبره مثالا للعصامية إذ لم يمنعه انقطاعه المبكر عن التعليم من التحصيل على ثقافة عميقة مكنته من كتابات دراسات أدبية وتاريخية أغنت المكتبة التونسية والعربية واعتبر مخطوطه الشعري تجربة مهمة وأعلن أنه سيتولى نشره في مصر مع مخطوط كتابه عن «الحناء». عبدالله الزرلي ودبية دبية وعز الدين ونيس وعبد الرحمان غليس ومصطفى بالحاج يحي وغيرهم قدموا شهادات عنه وقدم الباكستاني علي أكبر صديقه بائع الصحف في باريس شهادة عن علاقته به في مقاهي الحي اللاتيني كما قدم الباحث في تاريخ الحركة الوطنية محمد بن عاشور دراسة عن موقع حسن مرزوق في الحركة الوطنية من خلال سيرته وغنى الصادق العموري من شعر حسن مرزوق وقدم الرسام نجيب شمس الدين صورة خطية للراحل الى جانب معرض صور فوتوغرافية يجسد مساهمة حسن مرزوق في الحياة الثقافية بقابس وخاصة في مهرجان سيدي أبولبابة الذي تولى إدارته أواخر الثمانينات . الأربعينية شهدت أيضا حضور رجل الأعمال المنجي الوكيل الذي تربطه صداقة عميقة بحسن مرزوق منذ السبعينات . جائزة الأربعينية شهدت الاعلان عن بعث جائزة حسن مرزوق للأدباء اليافعين التي ستكون دورتها الأولى في الذكرى الأولى لرحيل حسن مرزوق في جانفي 2013 كما اقترح بعض المتدخلين بعث ملتقى للتاريخ والفنون باسم الراحل في مدينة قابس الى جانب نشر مخطوطاته مثل «تاريخ الصحابي الجليل سيدي أبولبابة» و«الحناء» ومجموعة شعرية. هذه الأعمال الثلاثة ستصدر بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله . في اختتام الأمسية تساءل بعض الحاضرين من أصدقاء الراحل ...هل رحل حسن مرزوق فعلا ؟ لا أعتقد، الكبار لا يرحلون وإن غابوا.