صيحة فزع انطلقت مؤخرا من مثقفي جهة تطاوين بعد انهيار جزء هام من جامع الكرمة بالدويرات جرّاء الأمطار والرياح العاتية التي اجتاحت المنطقة، وهو ما خلف هلعا لدى الاهالي. ولم يبق من هذا المعلم الأثري الهام سوى المئذنة التي بقيت شامخة في علوّها تختزل عصورا متعاقبة مرت من هنا ... وهي كذلك في طريقها إلى الاندثار وستلقى حتما نفس المصير إذا لم تبادر الهياكل المسؤولة والدوائر المعنية بالمحافظة على التراث والعناية بالمحيط ومكونات المجتمع المدني وعلى رأسها الجمعيات المهتمة بالتراث والتاريخ والبيئة والمحيط. ولئن تفخر ولاية تطاوين باحتضانها عديد المعالم الأثرية والمواقع التاريخية الموغلة في القدم منها قرى بأكملها مثل غمراسن والدويرات و شنني و قرماسة و سقدل و البريقاء وماطوس و سدره و مطريوه و قطوفه و كذلك الحصون أو القلاع القديمة المنتصبة في أماكن متفرقة من جهة تطاوين على غرار قلعة أولاد شهيدة و غيرها من المواقع القديمة التي أقيمت بها مبان تقادم عهدها , فإنّ الكثير منها مهدد بالسقوط وفي حالة يرثى لها على غرار قصر شنني الواقع في قمة الجبل بأعلى القرية الذي ينذر بخطر محقق لكونه يطل على عدد من المساكن الآهلة بالسكان . هذه الكنوز المهدورة في طريقها إلى الضياع بسبب الغفلة والإهمال من بينها جامع الكرمة بالدويرات من ولاية تطاوين الذي تناثرت أجزاؤه بسبب الأمطار الأخيرة ولم تسلم إلا صومعته المهددة بدورها بالانهيار.