تتصدر جهة الدير أوبالأحرى دوار الجبالية قائمة المناطق التي لحقتها أضرار جسيمة بجهة الكاف على اثر موجة البرد التي اجتاحت المنطقة وما رافقها من تساقط لكميات مكثفة من الثلوج وزادت من معاناة متساكنيها الذين يشتكون من وطأة البرد وغياب الاحاطة بهم. وقد عاشت جهة الدير على امتداد أسبوع ونصف على وقع تساقط الثلوج بشكل مكثف وصل ارتفاعها في بعض الأحيان الى 80 صم ما تسبب في عزل الجهة عن مدينة الكاف رغم ان المسافة الفاصلة بينهما لا تتعدى ال5 كلم. وضعية فرضت على التلاميذ الانقطاع عن متابعة الدروس وحتمت على العملة والموظفين عدم الالتحاق بمراكز عملهم ومواطن رزقهم رغم الحاجة الملحة لما يتقاضونه من أجور زهيدة لا تكفي حتى لمجابهة متطلبات التدفئة والتوقي من برودة الطقس التي تسببت في تدهور الحالة الصحية للمتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وسائل تدفئة تقليدية عزلة المنطقة وفقر متساكنيها وتقلص درجة الحرارة وانخفاضها الى حدود 3 او4 درجات تحت الصفر كلها مصاعب واجهها أهالي دوار الجبالية بوسائل تقليدية لا تغني ولا تحقق الدفء المطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية والتقلبات المناخية. يذكر بأن وسائل التدفئة بالنسبة لأهالي المنطقة المنكوبة لا تتعدى حملة من الحطب وحزمة من القش وعود ثقاب. موجة البرد التي ضربت ولاية الكاف وعدد من معتمدياتها تسببت في فقدان بعض المواد الأساسية بالمناطق والجهات المتضررة ويتذمر أهالي دوار الجبالية من نقص في المواد الاستهلاكية لاسيما الحليب والخبز وخاصة الغاز الطبيعي فضلا على الملابس الصوفية والأغطية والحشايا القادرة على التخفيف من حدة المعاناة التي لم تفلح المساعدات المقدمة من طرف حركة النهضة بالجهة في معالجتها. منازل آيلة للسقوط بالاضافة الى حاجة أهالي دوار الجبالية الى بعض المساعدات الاضافية حتى يتمكنوا من مجابهة موجة البرد وكميات الثلوج فانهم يطالبون بلفتة من الحكومة والسلط الجهوية تخلصهم من رداءة المنازل وافتقارها الى أبسط الشروط الصحية وحتى أسقفها فقد أصبحت تنذر بالخطر وآيلة للسقوط خاصة بعد أن تراكمت فوقها كميات كبيرة من الثلوج تسللت مياهها الى وسط هذه المنازل بمجرد ذوبانها. الأضرار تلامس الماشية ولم يسلم قطيع الأغنام الذي يعد مورد رزق أغلب متساكني دوار الجبالية من موجة البرد وتدهورة حالته لتموت النعاج وتعج الخرفان عن الوقوف وهذا من شأنه أن يزيد من معانات الأهالي ويقوي من رغبتهم في مغادرة الجهة رغم قلة ذات اليد ومحدودية امكاناتهم. ويعد دوار الجبالية حوالي 17 عائلة ترزح تحت وطأة البرد والخصاصة ويتذمر الأهالي من قلة الرعاية وغياب الاحاطة اللازمة فضلا على انهم ينتظرون رحمة الله أن يخفف عنهم معاناتهم الاضافية التي جاءت بها كميات الثلوج الأخيرة وتجدر الاشارة الى أن ذوبان الثلوج لم ينه المعانات لتتواصل فصولها في أشكال أخرى.