عاد الهدوء إلى مدينة دار شعبان الفهري بعد حادثة الجامع الكبير والتي تتمثل في إقدام مجموعة قيل أنهم يحسبون على التيار السلفي - حسب شهود عيان- فاق عددهم المائة نفر على تنصيب إمام خطيب بالجامع الكبير بالمدينة بدلا من الإمام القار. عزل الامام جاء بعد أن حذرته هذه المجموعة أسبوعا قبل وقوع الحادثة من مغبة العودة إلى المسجد وأمرته بملازمة منزله. وبلغنا أن الإمام الخطيب عبد الحفيظ بن رحومة الذي يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط المصلين وغير المصلين من أبناء المنطقة والذي يحظى بمكانة مميزة لدى عموم الناس قد أقدم في الآونة الأخيرة على تقديم شكوى ضد هذه المجموعة التي قامت بالتنبيه عليه لدى مركز شرطة بني خيار أين يقطن خوفا من ردة فعل قد تكون عنيفة. وحسب شهادات بعض المصلين فلدى رفع آذان صلاة الجمعة الفارطة كان المصلون ينتظرون صعود إمامهم الذي تعودوا وجوده بينهم كل يوم جمعة إلى المنبر لإلقاء خطبته لكنهم فوجئوا بمجموعة من المصلين تقوم بترشيح أحد الأفراد من بينها لاعتلاء المنبر وهو حسب ما تردد لم يتجاوز الثلاثين سنة من العمر وذلك دون استشارة أي طرف كان مما ولّد نوعا من الاحتقان داخل المسجد. وقد رفض المصلون أن يؤمهم شخص آخر عدا الإمام القار، كما استهجنوا الطريقة التي تم بها تنصيب إمام آخر وسط ذهول ودهشة من كان داخل المسجد أو حتى خارجه، وولّد هذا الاحتقان والسخط الواضح على المصلين نوعا من التدافع بينهم وبين المجموعة المذكورة آنفا ومشادات كلامية. هذه الحالة من الغليان داخل المسجد حتّمت الالتجاء إلى عقلاء المنطقة حيث تمّ الاتصال بالإمام الخطيب بجامع الأنصار بدار شعبان الفهري الشيخ أحمد بوعكاز الذي قام بتهدئة الخواطر برصانته المعهودة ورجاحة عقله التي عرفها عنه أهل المدينة، وقد تم إخراج أفراد هذه المجموعة بدون حصول أية مظاهر عنف أو اعتداءات من الجانبين. ومن ناحية أخرى، اتصلنا بالمكتب المحلي لحركة النهضة بدار شعبان الفهري، فصرح لنا السيد سامي خلف الله عضو المكتب أن حركة النهضة لم تكن طرفا في ما جرى عكس ما ذهب إليه البعض بل بالعكس فقد نددت الحركة بالحادثة وأصدرت بيانا للرأي العام يوما بعد وقوعها جاء فيه: «على إثر الأحداث المؤسفة التي جدت يوم الجمعة 10/02/2012 داخل الجامع الكبير بمدينة دار شعبان الفهري، بإقدام مجموعة من المصلين بتنصيب إمام خطيب دون استشارة عموم المصلين، بعد أن قاموا بالتنبيه على الامام القار بلزوم بيته، وما صاحب ذلك من رد فعل تلقائي برفض تام لهذا التصرف من قبل جموع المصلين، من داخل المسجد وحتى من خارجه، والتمسك بالإمام الأصلي، ولولا تدخل بعض الشيوخ وأصحاب الرأي ونفر من المصلين، لآلت الأمور إلى صدامات دامية وإلى ما لا يحمد عقباه. أمام هذا الأمر، يهم حركة النهضة إنارة الرأي العام بما يلي: رفض الحركة المبدئي تسلط أي جهة كانت على بيوت الله. إدانتها للعملية غير الشرعية واللاحضارية لتغيير الامام الخطيب. تعتبر خطة الامام الخطيب من صميم مسؤولية وزارة الشؤون الدينية وتدعوها لتحمل مسؤوليتها كاملة في تثقيف وترشيد الأيمة الخطباء. تؤكد تمسكها بتحييد المساجد عن اي توظيف سياسي أو حزبي أو مذهبي أو طائفي وجعلها قبلة للمصلين دون تمييز.