على شاطئ بحر سيدي داود... تجمع حشد من المواطنين هذه المرة لم يزوروا المكان تبركا بالولي الصالح سيدي داود وانما لاستجلاء أمر بدا نادرا وغريبا وهو انتحار فصيل حوت يطلق عليه اسم «أم خمار». في ذلك الشاطئ الصخري، غطت دماء ذلك «الحوت» الضخم زرقة المياه المحيطة به. «عمر» بحار شاب من طنارة سيدي داود عبر عن استغرابه مشيرا الى أنه لأول مرة في حياته يرى هذا النوع من الحيتان وقال انه يمكن ان يكون من فصيلة «الدلفين». «أم خمار» ولأن الخبر انتشر سرعة البرق في معتمدية الهوارية أصبح هذا الحوت قبلة للزوار، وبات حديث البحارة والأهالي في المقاهي. «أم خمار» هذه شبيهة بالدفين كما أسلفنا الذكر لكن على مستوى فك فمها السفلي وعلى مستوى كونها ذات أسنان يبلغ طول السن الواحدة فيها قرابة 10 سنتيمترات. ويبد أن هذا الحوت ليس صديق الانسان كما هو الحال من «الدلفين» وقد جاء في تعريف غير مشخص لكنه يخص الحيتان عموما. «الحوت هو أضخم حيوان يعيش على الكرة الأرضية، اذ يصل وزنه أحيانا الى 150 طنا في بعض أنواع الحيتان الزرقاء». حوت ضخم أما «أم خمار» هذا النوع الموجود حاليا «بكاف غراب» بسيدي داود (الهوارية) فإنه حيوان بحري ضخم يبلغ طوله حوالي 12 مترا ويبلغ ارتفاعه حوالي مترين ونصف المتر وعدد أسنانه يناهز المائة بينما رجح البحارة ان وزنه قد يبلغ 7 أطنان أو أكثر. اذن «أم خمار» هذا الحوت الضخم جنح واختار الانتحار بشاطئ «كاف غراب» سيدي داود لكن تجدر الاشارة الى ان الحركية التي أضفتها الطبيعة والاقدار بقبر هذا الحوت بسيدي داوود لا تغيب اطلاقا السلبية الوحيدة والمتمثلة في الرائحة الكريهة التي بدأت تتصاعد بالمكان... اذن حان الوقت ليهتم المختصون بالمسألة البيئية لحماية المواطنين...