مرة أخرى تقف روسيا في وجه المخططات الغربية في سوريا حيث رفضت أمس المقترح الفرنسي بإقامة ممرات إنسانية مؤكدة أن بعض الدول تسعّر القتال في الشام عبر تسليح المجموعات المسلحة وهو الإجراء الذي يبدو أن واشنطن تتجه نحو تبنيه رسميا وعلنيا أيضا. اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس ان روسيا تعارض الاقتراح الفرنسي باقامة «ممرات انسانية» في سوريا حيث ان ذلك لن يؤدي سوى الى «تفاقم النزاع في البلاد». وقال غاتيلوف «من غير المرجح ان يكون لإقامة هذه الممرات الانسانية فعالية. ولن يكون من شأن ذلك سوى تفاقم النزاع والذهاب الى مواجهات عسكرية خطيرة». وكانت باريس قد طالبت المنتظم الأممي بإقامة ممرات آمنة تؤمّن «الوصول الآمن» لاسعاف الجرحى في حمص وسط سوريا بعد ما تردد عن مقتل صحافيين فرنسي وامريكية. واستدعت الديبلوماسية الفرنسية أمس السفيرة السورية في باريس. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان «طلبت من سفارتنا في دمشق ان تطلب من السلطات السورية ضمان ممر آمن لاسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر».
معلومات عن تسلّح المعارضة
وفي هجوم روسي قوي على الغرب , أكّدت الدبلوماسية الروسية أمس حيازتها على معلومات مؤكدة ومعطيات موثوق بها تفيد أن المعارضة السورية تتلقى سلاحا من الخارج. وأضافت في بيان نشره موقع روسيا اليوم الإخباري أنها على يقين بأن مخططات شن العدوان في منطقة الشرق الاوسط لن تؤدي الى نتيجة بأي شكل من الأشكال. واشارت إلى أن دعوات الولاياتالمتحدة الى تشكيل منطقة حظر الطيران فوق سوريا هي تحريض مباشر على تطبيق سيناريو عسكري في الشام.
تأييد الخيار العسكري
وفي ذات السياق العسكري في سوريا , أعلن المجلس «الوطني السوري» وفق التسمية المتعارفة عن دعمه وتأييده للخيار العسكري ضد سوريا للإطاحة بنظام الأسد. وقالت بسمة قضماني العضو في «المجلس الوطني السوري» المعارض أمس ان المجلس الوطني يرى أن التدخل العسكري هو الحل الوحيد لانهاء الازمة المستمرة منذ عام حسب زعمها. وتابعت في مؤتمر صحفي بباريس «نحن نقترب حقا من اعتبار أن هذا التدخل العسكري هو الحل الوحيد. هناك شران.. إما التدخل العسكري أو حرب اهلية طويلة» وفق توصيفها للواقع وللحل في سوريا. وأضافت ان المجلس السوري يقترح أيضا أن تساعد روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد اتخاذ اجراء ازاء الحكومة السورية في مجلس الامن الدولي في اقناع دمشق بضمان المرور الآمن لقوافل انسانية لتوصيل مساعدات للمدنيين. وأشارت «حتى لا نضفي طابعا عسكريا فان الفكرة هي ان نطلب من روسيا ممارسة الضغط على النظام لعدم استهداف الممرات الانسانية». وذكرت قضماني أن «المجلس الوطني» اقترح اقامة ممرات من لبنان الى مدينة حمص المحاصرة ومن تركيا الى ادلب ومن الاردن الى درعا.
وفي نفس الإطار , فتحت الولاياتالمتحدة , الليلة قبل الماضية, الباب لتسليح المعارضة السورية زاعمة انه اذا استحال التوصل الى حل سياسي للازمة فقد يتعين عليها دراسة خيارات اخرى. وتنبئ هذه التصريحات التي جاءت على ألسنة متحدثين باسم وزارة الخارجية والبيت الابيض بتغير محور تركيز السياسة الامريكية التي كانت تشدد على عدم تسليح المعارضة دون ان تذكر شيئا عن البدائل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «ما زلنا نرى ان الحل السياسي هو الشيء المطلوب في سوريا.» وأضاف «لا نريد اتخاذ اجراءات تساهم في تعزيز الطابع العسكري للصراع في سوريا لان ذلك قد يهوي بالبلاد في مسار محفوف بالمخاطر لكننا لا نستبعد اتخاذ اجراءات اضافية.» وسئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند عن الموقف الامريكي الحالي من مسألة مساعدة المعارضة السورية عسكريا فقالت ان واشنطن لا تريد ان ترى زيادة العنف وانها تركز على الجهود السياسية لحقن الدماء. وأضافت «اذا استمع الاسد لرأي المجتمع الدولي أو اذا استجاب للضغوط التي نمارسها... فستكون الفرصة ما زالت متاحة للحل السياسي».