يبدو أن الغرب بات يفكر جديا في تكرار سيناريو كوسوفو في سوريا متذرعا بالممرات الانسانية المؤمنة عسكريا قبل الانتقال الى ارساء حظر جوي كامل على سوريا. ونقلت تقارير عن مصدر عسكري أمريكي قوله أمس ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعد سيناريو للتدخل في سوريا متطابقا مع سيناريو تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو سنة 1998، وذلك بعد أن فشل مجلس الأمن في اصدار قرار لوقف عمليات القتل التي كانت تقوم بها حكومة يوغسلافيا هناك اثر معارضة روسيا لمشروع القرار، وامتناع الصين عن التصويت. تأسيس منطقة آمنة وأشار المصدر لصحيفة «الشرق الأوسط» الى أن السيناريو يبدأ بتأسيس «منطقة آمنة» لايواء السوريين اللاجئين بالقرب من الحدود مع تركيا، وبتقديم مساعدات انسانية لكل السوريين، أولا عن طريق منظمة الصليب الأحمر الدولية، ثم عن طريق قوات من حلف الناتو تنطلق من تركيا». وأضاف المصدر للصحيفة أن «البنتاغون» لا يتوقع أن تغير روسيا والصين تأييدهما للنظام السوري، لكن السيناريو يعتمد على موافقتهما على تقديم مساعدات انسانية لكل الشعب السوري، ووقف اطلاق النار من جانب كل الأطراف، في اشارة الى المعارضة السورية المسلحة، وارسال مبعوث خاص من الأممالمتحدة ليدرس الوضع في سوريا، ثم يرفع تقريرا الى مجلس الأمن وايفاد «مراقبين دوليين». وتعوّل واشنطن كثيرا على أن توجد المساعدات الانسانية «ثغرة قانونية دولية» لحماية فرق المساعدات الانسانية حماية عسكرية، وبهذا الأمر تتطوّر الاجراءات الى حماية جوية لقوافل المساعدات التي يتوقع أن تنطلق من تركيا والأردن. ووصف ذات المصدر السيناريو ب«الحذر للغاية» لأنه يضع في الاعتبار القوة الهائلة للقوات السورية المسلحة، وخاصة السلاح الجوي السوري. ولهذا، يركز السيناريو على عدم ارسال قوات أرضية الى سوريا طبقا لخطة المرحلة الأولى لحرب كوسوفو التي اشتركت فيها طائرات حلف «الناتو»، والتي لم يقتل خلالها أي جندي أمريكي بل هو يمهد لاعلان منطقة حظر طيران على خطى كوسوفو، وعلى خطى حظر الطيران فوق العراق، قبل الاطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. أوباما يندّد ويهدّد ورأى مراقبون أن هذه التسريبات العسكرية الأمريكية تتوافق وبشكل كامل ومطلق مع تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي عبر خلالها عن استعداده لاستخدام «كل الأدوات المتوفرة لمنع ما أسماه المجازر» في سوريا، معتبرا أنه من المهم ألا نكون مجرد متفرجين على هذه الأحداث». حسب زعمه. وصرح أوباما للصحافيين في البيت الأبيض «علي القول بان كل شخص منا رأى الصور المروعة الآتية من سوريا ، ومؤخرا من حمص، فسيعتبر انه من الضروري حتما أن يتحد المجتمع الدولي ويوجه رسالة واضحة للنظام السوري». وأضاف بعد لقاء مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت أن «ساعة نقل السلطة في سوريا أتت، حان الوقت لرحيل النظام، حان الوقت لوقف قتل السوريين من جانب حكومتهم». وفق تعبيره وزعمه . نوايا غربية مبيتة وفي ذات السياق، اتهمت بيكين الغرب باخفاء نوايا مبيتة للتدخل العسكري في سوريا حيث أعربت وكالة انباء الصين الجديدة أمس عن ارتياحها لأن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي شارك فيه اكثر من ستين بلدا ولم تحضره الصين «رفض التدخل الاجنبي» في سوريا. وقالت الوكالة إن «أكثرية البلدان العربية بدأت تدرك ان الولاياتالمتحدة واوروبا تخفي خنجرا وراء ابتسامة. وبكلمات اخرى وفيما يبدو انها تتحرك لدوافع انسانية، يتبين ان لديها في الواقع طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها». يذكر أن مؤتمر اصدقاء سوريا دعا الى الوقف الفوري لاعمال العنف والى فرض عقوبات جديدة على النظام السوري الا أنه أبدى تريثا حول انتشار قوة مشتركة عربية دولية لحفظ السلام.