من المنتظر أيضا تنظيم يوم وطني لحصانة الصحفي والدفاع عن حرية الصحافة بالتنسيق مع مكونات المجتمع المدني ومع الهيئات الدولية للصحافة من ذلك الفدرالية الدولية للصحافيين والتلويح باضراب عام في القطاع
تنديدا بالاعتداءات المتصاعدة يوما بعد آخر ضد الصحافيين من قبل أشخاص يُحسبون على أنصار الحكومة من يرون في الاعلام «مشوها حقيقيا لصورة تونس خلال هذه المرحلة الانتقالية والمساعد على تخريب الاقتصاد الوطني من خلال نقل صور الاعتصامات وبالتالي المساهمة في تهريب المستثمرين» وفقا لما يردده هؤلاء ويردده أيضا أعضاء الحكومة. وقد ذكر منجي الخضراوي كاتب عام نقابة الصحافيين خلال اجتماع طارئ انتظم بمقر النقابة صباح أمس أن «صورة تونس لن تكون جميلة إلاّ إذا كانت هي حقا جميلة» مؤكدا في كلمته أن «الصحافيون يواجهون اليوم حالة قمع ورعب وأن سلاحهم هو العدسة والصوت والقلم وأن هؤلاء مطلوب منهم طرح القضايا الحقيقية للشعب وهي قضايا البطالة والجوع والفقر وهذا هو الدور الحقيقي للصحفي وهو نقل الصورة كما هي دون مساحيق» مبرزا أن «الحاكم الذي يفكّر في الخاتمة أي في تجميل الصورة لا يستطيع أن يكون سوى قامع جديد». كما قال الخضراوي إنّ النقابة ماضية في رفع قضيّتها لدى النيابة العمومية ضدّ وزير الداخلية وكل من ستكشف عنه الابحاث. وأوضح ل»الشروق» أن الدعوة التي سيتم رفعها ليست شخصية ضد علي العريض بل هي قضية ضدّ وزير الداخلية باعتباره يمثل الادارة ومؤسسة الداخلية كما أن هذه القضية ليست ضد الشرطة الوطنية أو المؤسسة الامنية بل هي ضد الأشخاص الذين نفذوا اعتداء السبت ضد الصحفيين. وأوضح عدد من الصحفيين في مداخلاتهم خلال الاجتماع الطارئ أن المهنة اصبحت مهددة بالقمع مجددا وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من الاعتداءات غير المبررة على الصحفيين من قبل اشخاص يقدمون انفسهم على انهم من انصار الحكومة بالاضافة الى التصريحات الرسمية لأعضاء الحكومة المنددة بالعمل الصحفي. وأكّد هؤلاء أنهم جاهزون لمواجهة الردّة على حرية الاعلام فقبل 14 جانفي كان هناك عدد قليل من الصحفيين الذين يتم الاعتداء عليهم وبعد 14 جانفي أصبح الصحفيون كلهم مهددين. كما قال المتدخلون إنهم سينحازون للشعب وأن تهديدهم وترهيبهم والرغبة الرسمية في تركيع الاعلام لن تثنيهم بل هم ماضون في نقل الحقائق و«لا تخيفنا السجون ولا الاعتداءات». من جهته قال كمال العبيدي رئيس هيئة اصلاح الاعلام والاتصال إنه جاء للاجتماع بصفته صحفي «للوقوف إلى جانب كافة الزملاء والزميلات لإدانة كل الاعتداءات أثناء ممارسة عملهم». وحول اعتداءات السبت الماضي قال العبيدي «هذه الاعتداءات جاءت لتؤكد أنه رغم الخطاب الرسمي الداعي الى الحرص على احترام حرية هناك زيادة في حجم الاعتداءات والمرء لا يفهم كيف تزداد بهذا الشكل وآخرها سجن مدير جريدة التونسية الامر الذي يبعث على الخوف ويذكّر بما كان يجري زمن الرئيس السابق زمن الاعتداء عليهم وضربهم في الشوارع وجرهم للمحاكم الذي إعتقدنا أنه زمن ولّى دون رجعة وأملنا قائم على ملاءمة الواقع مع الخطاب الرسمي». وللاشارة نذكر أن عدد من صحفيي جريدة «الشروق» قد تعرّضوا في وقت سابق الى إعتداءات منذ 14 جانفي 2011 متى تمّ ايقاف الزميلة نجوى حيدري من قبل أعوان الامن واقتيادها الى مقر وزارة الداخلية بتهمة انها قامت بتصوير المظاهرة في شارع بورقيبة وكذلك الاعتداء على الزميلة شافية براهمي وتهشيم آلة تصويرها من قبل أعوان أمن في شارع بورقيبة خلال الشهر الاول بعد الثورة بالاضافة الى الاعتداء على الزميلتين في ساحة القصبة من قبل أنصار الحكومة خلال تغطيتهما لاعتصام أعوان الامن والاعتداء يوم الجمعة الماضي على الزميلة نجوى الحيدري والزميل سفيان المصور الفوتوغرافي من قبل عدد من الملتحين وهما في طريقهما الى مقر الجريدة بعد تغطيتهما للاحتجاج قبالة مقر التلفزة وذلك بضربهما وجر الزميلة نجوى الحيدري من شعرها وكذلك الاعتداء على الزميلة منى البوعزيزي السبت الماضي غير بعيد عن المقر الرسمي للجريدة !!!!!!!!