اندلعت أمس مواجهات مسلحة عنيفة بين قوات من الشرطة العسكرية الليبية النظامية ومجموعات من «ثوار زوارة» غير بعيد عن معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس. قال شهود عيان في اتصال هاتفي مع وكالة يونايتد برس أنترناشيونال ان المواجهات التي اندلعت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس تواصلت صباح أمس بشدة حيث استخدم المسلحون أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة. هجوم عنيف وأوضح ان الاشتباكات بدأت عندما شنت مجموعات من «ثوار زوارة» هجوما عنيفا على أفراد الشرطة العسكرية الليبية التي بسطت نفوذها قبل يومين على الجانب الليبي من معبر رأس جدير. وكانت وحدة من الشرطة العسكرية الليبية تدخلت الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الماضيين على مستوى معبر «رأس جدير» من الجانب الليبي حيث تمكنت من احكام سيطرتها على الجانب الليبي من المعبر المذكور الذي كان تحت سيطرة «ثوار زوارة». ولم تسجل في تلك الليلة مواجهات بين الجانبين حيث انسحبت مجموعات «ثوار زوارة» سلميا أمام الوحدة العسكرية الليبية النظامية التي كانت معززة بآليات عسكرية ثقيلة. وأضاف الشهود أن المعارك بين الجانبين الليبيين دارت داخل الأراضي الليبية وأن وحدات الجيش التونسي والحرس الوطني «الدرك» المنتشرة في المكان في حالة استنفار قصوى تحسبا لأي طارئ فيما أغلق معبر رأس جدير أمام حركات الأفراد والآليات وكانت السلطات التونسية قد دفعت في السادس من فيفري الجاري بتعزيزات أمنية وعسكرية الى طول حدودها البرية مع ليبيا التي تمتد على نحو 140 كيلومترا حيث عززت وحدات الحرس الحدودي التونسي المنتشرة في محيط معبر رأس جدير بالتجهيزات الضرورية من وسائل نقل وآليات لتأمين تدخل عناصرها وأداء مهامهم في أفضل الظروف... في غضون ذلك أعلنت الأممالمتحدة مساء أول أمس أن المعارك التي تدور منذ أسبوعين بين قبائل في جنوب شرق ليبيا أسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل وتشريد آلاف الأشخاص مضيفة ان المنطقة مازالت تشهد توترا بالرغم من التوصل الى هدنة. تهديد... ورفض على صعيد آخر قال قائد ميليشيا ليبية انه لن يستجيب لطلب الحكومة الليبية بحل الميليشيات لأن الحوافز المعروضة ليست سخية بدرجة كافية مطالبا بمنازل وسيارات وقروض دون فوائد لرجاله حتى يمكنهم «تحقيق أحلامنا». وأضاف عبد الله ناكر، رئيس مجلس طرابلس العسكري ان مقاتليه لن ينضموا الى المبادرة الحكومية الى أن يعلموا بوضوح ما هي المزايا التي سيحصلون عليها. ويرى غالبية الليبيين أن الميليشيا عازفة عن حل نفسها لأنها تأمل في ترجمة قوتها العسكرية الى سلطة ونفوذ في ليبيا الجديدة. وحذرت منظمات حقوقية من أن الميليشيات في ليبيا تستخف بحقوق الانسان وتهدد بتقويض طموحات ليبيا في بناء دولة تقوم على العدل والديمقراطية وأعلن ناكر الذي يقول ان لديه 20 ألف رجل تحت قيادته انه سيشكل حزبا جديدا للمنافسة في أول انتخابات بالبلاد من المقرر أن تجري في وقت لاحق من هذا العام.