هل هي الفتنة التي تطل برأسها من داخل الحواسيب أم هي مجرد حراك سياسي واجتماعي تعيش على وقعه تونس بعد عام ونيف من ثورة 14 جانفي؟ اتهامات وتراشق وتلاسن بين السياسيين وخصومهم سرعان ما انخرط في رياحه الهوجاء الأنصار والأتباع من الشقين دفاعا عن أحزابهم وتشويها للخصوم باستماتة.
حملات التشويه تجاوزت النقد بأسلوبه المعروف من مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر لتتحول إلى تفنن في الصور المقرفة والكلمات النابية التي بلغت مرحلة اعتماد مصطلحات «سوقية» تنشر على مواقع الاتصال الاجتماعي الذي كان له الفضل الكبير في ثورة الشعب.
الخصومات السياسية التي من المفروض أن لا تتجاوز أطر المنافسة السياسية انزلقت إلى دهاليز أخلاقية مظلمة وتحولت إلى تهجمات على الإعلاميين والصحفيين واتحاد الشغل وقد تطال في الأيام المقبلة هياكل وشخصيات أخرى في شبكات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى شبكات «للتشاتم الاجتماعي».
لسنا هنا لنبحث عن أسباب المنافسة السياسية فالأمر معلوم بالضرورة لكننا سنكتفي بالوسائل المعتمدة لا في النقد بل في التشهير المفضوح فيكفي أن يتصفح أحدنا بعض هذه المواقع خاصة صفحات «الملثمين» الذين لا يذكرون أسماءهم حتى «يتثقف» في مجال السب والشتم ويكتسب مهارات مستحدثة لم ألفها في هذا المجال الخسيس.
هذه «التشاتم» قد يؤثر في نفسية بعض المندفعين والأنصار من المدمنين على ال«فايسبوك» وربما يمنحهم شرعية تحويل عنفهم اللفظي إلى عنف مادي لا قدر الله.
وحتى لا يفهم من كلامنا أن ال«فايسبوك» وبقية مواقع الاتصال الاجتماعي تحولت كلها إلى فضاء للسب والشتم نؤكد أن عديد المواقع والعناوين توحي بمستوى أصحابها وترفعهم عن أساليب السب والشتم وتمسكهم بأساليب النقد ووسائله بما فيها الساخر منه ودون تجريح وتشويه.
والمطلوب من بعض ال«فايسبوكيين» و«الأدمين» مراجعة ما تقترفه أيديهم من فتنة يصنعونها بوعي أو غير وعي في تونس 14 جانفي التي يستوجب واقعها ا ليوم لم الشمل فلا السلفي ولا العلماني ولا النهضاوي غير تونسي فكلنا أبناء هذا الوطن الذي تحرر من الطغيان وعليه أن يتحرر من عقلية الفتنة التي هي في الواقع ليست لا من أخلاقنا ولا من سلوكنا...