لم يمر وقت طويل بعد سريان الخبر حتى تحولت السكينة التي تنعم بها عائلة علي بن نصر والهدوء الذي يعم ربوع منطقة وادي الرخام من معتمدية بئر علي بن خليفة بصفاقس الى حيرة كبيرة وتساؤل مفعم بالخوف عن مصير ابنتهم عفاف
التي لم تتجاوز بعد ربيعها السابع عشر والتي تفيد المعلومات القليلة المتوفرة الى حد الان انها تعرضت الى عملية اختطاف في صبيحة يوم الثلاثاء الماضي غير بعيد عن المعهد الذي تدرس فيه.
الأمر أشبه بالكارثة في منطقة لم تعهد مثل هذه الحادثة التي نزلت كالصاعقة على عائلة يشهد الجميع في قرية وادي الرخام انها تحظى باحترام الاهالي وبعلاقة طيبة بالجميع وليست لها أي خصومات تذكر ولا مشاكل قد تؤدي الى انتقام من هذا القبيل.
تماما،وكإشادتهم بعائلتها،يجمع المقربون وزملاء الدراسة باستقامة ودماثة أخلاق عفاف التلميذة التي تدرس بالأولى ثانوي بمعهد ابن أبي الضياف ببئر علي بن خليفة وهو ما قد يعطي الانطباع مبدئيا بأن حادثة الاختطاف عرضية وليست مدبرة.
بالعودة إلى أطوار الحادثة،نشير إلى أن المعلومات المتوفرة لا تحيط بدقة بتفاصيل عملية الاختطاف ولا تقدم اي قرائن هامة قد تساعد على إماطة اللثام عن التعقيدات والغموض الذي يلف الطريقة التي تم بها تحويل وجهة الفتاة .
وتشير معلوماتنا إلى انه يوم الحادثة، تحولت عفاف كالعادة إلى المعهد أين شاهدها زملاؤها آخر مرة في حدود الساعة التاسعة صباحا،على انه كان من المفروض ان تلتحق عفاف بقاعة الامتحان من الساعة العاشرة إلى الساعة الثانية عشرة ولكن ما حدث ان عفاف لم تجر الامتحان الدراسي ساعتها بل كانت على موعد أهم امتحان أكبر هواختفاؤها في ظروف غامضة .
عائلتها التي تعيش هذه الأيام كابوسا حقيقيا وحرقة عميقة ويمر أفرادها بحالة نفسية متردية إلى أبعد الحدود،نتمنى أن تتجاوز هذه المحنة بسلام وأن تعود عفاف في أقرب وقت إلى حضن عائلتها الدافئ لتكشف عما حدث لها يوم الواقعة .