حصلت «جمعية تنمية اللغة العربية وحمايتها تونس»، على تأشيرتها في شهر أوت من العام الماضي وكان الدافع من وراء تأسيسها حسب رئيسها الوضع المتردي للغة العربية في مجالات التواصل والتدريس.
وأكد الدكتور محمد عبد العظيم (أستاذ تعليم عال بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس في اختصاص اللغة العربية وأدابها) رئيس جمعية تنمية اللغة العرية وحمايتها، في تصريح خصّ به «الشروق»، أن فكرة تأسيس الجمعية قديمة (قبل الثورة) مشيرا الى أن أهم الأسباب التي دفعتهم الى السير نحو خطوة تأسيسها هي الوضع المتردّي في استعمال اللغة العربية، سواء على مستوى التواصل أو في مجال التدريس في مختلف مستوياته أو على مستوى وسائل الاعلام والمعاملات الاجتماعية وقال ان هذا الوضع لا يتناسب مع ما يجب أن تكون عليه اللغة الأم.
الهوية
وتجدر الاشارة الى أن الجمعية وضعت شعار «لغتي هويتي» كحجر أساس منه تنطلق في تنفيذ برامجها ومشاريعها، إذ اللغة، على حدّ تعبير الدكتور محمد عبد العظيم هي «المقوّم الأساسي للهوية، وليست مجرّد أداة تواصل، بقدر ما هي تعبير عن انتماء..».
أهداف الجمعية
وتهدف جمعية تنمية اللغة العربية وحمايتها بتونس، الى تنمية استعمال اللغة العربية نطقا وكتابة وتدريسا، كما تهدف بالأساس الى مصالحة المجتمع التونسي مع لغته القومية واستخدامها أداة أساسية للتواصل.
ومن أهداف الجمعية كذلك، ترشيد الحوار وتيسير التفاهم بين المتحاورين باستعمال لغة سليمة وميسّرة ومفهومة مع تشجيع التأليف والنشر في جميع المجالات باللغة العربية.
تفاعلات
وغير بعيد عن عالم النشر والكتاب تهدف الجمعية الى العمل الجاد على تعريب أحدث المؤلفات في المجالات الانسانية والعلمية، بالاضافة الى ترسيخ سنة البحث الأكاديمي في مختلف الاختصاصات باللغة العربية وإحداث نشريات علمية محكمة، فضلا عن العمل على تشجيع الانتاج في مجالي الاتصال السمعي البصري والفنون بأنواعها باللغة العربية.
وفي حديثه ل«الشروق» أكد الدكتور محمد عبد العظيم أن جمعيتهم منذ تأسيسها والاعلان عنها عبر المراسلات الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي على غرار ال«فايس بوك» شدّت اهتمام عديد الأطراف داخل تونس وخارجها.
وقال في هذا السياق «نحن مسرورون لعدد المراسلات الكبير المشجعة والمهنّئة التي وصلتنا من قبل الأفراد أو الجمعيات الشقيقة في عديد البلدان العربية على غرار المغرب والجزائر ومصر وسوريا والامارات.. وهذه الظاهرة من شأنها أن تشجعنا على العمل وتيسّر لنا سبل العمل»، كما أفادنا محدثنا بأن معلوم الانخراط بهذه الجمعية رمزي ويبلغ ما قيمته 15 دينارا، وقد انطلقوا في توزيع الانخراطات، وفق ما جاء في تصريحاته.
فروع
كما فتحت الجمعية فروعا لها بعدة جهات ومنها المهدية وقابس وقبلي والقصرين وعن طريقة العمل يقول رئيس جمعية تنمية اللغة العربية وحمايتها انها ستكون عبر ورشات عمل في المؤسسات التربوية، وعبر تنظيم محاضرات، وإنجاز دراسات ميدانية وكذلك عبر التواصل مع مختلف الهياكل والجهات الادارية والاعلامية لتوعيتها بأهمية الحفاظ على اللغة القومية، وتنميتها بما يتماشى وما ينصّ عليه دستور البلاد القديم أو المنتظر وهو ما لم يكن معمولا به قبل جانفي 2011، كما جاء على لسان محدثنا الذي أشار الى أنه ليس ثمّة اتفاق بين مقتضيات الدستور والتعامل الفعلي مع اللغة العربية سواء في الادارة العمومية أو الخاصة أو في المجال العلامي أو الحقل الاجتماعي.
الأعضاء
ويذكر أن جمعية تنمية اللغة العربية وحمايتها، تتكون هيئتها من 9 أعضاء، فبالاضافة الى الرئيس (د. محمد عبد العظيم) نجد السيد محمد الشاذلي ربيع (جامعي مختص في الجيولوجيا) في خطة نائب رئيس، والسيد المولدي اليوسفي (أستاذ علم اجتماع) مسؤول عن وحدة علم الاجتماع.
كما نجد المهندس صالح الخياري مكلّفا بوحدة الاعلامية والأستاذ رياض المرابط (أستاذ تاريخ) مكلفا بوحدة التاريخ والآثار، أما منسق وحدة الطب والعلوم فهو الدكتور سليم التواتي والسيد محمد مسليني، من جهته مكلّف بوحدة الدراسات الاقتصادية (إطار موظف في الاقتصاد).
أما التقنية فخصّصت لها وحدة أيضا ومنسّقها السيد جمال الفالح (أستاذ تقنية)، بينما شغلت خطة مكلفة بوحدة الاعلام الزميلة فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي.