تحول جامع عقبة بن نافع بالقيروان منذ الثورة الى منبر للحوار والدعوة الى الاعتدال والتسامح ونبذ الفتن. وذلك من خلال عديد المحاضرات العلمية التي يقدمها عدد من علماء الشريعة من تونس وسائر الدول الاسلامية. الاستاذ عبد القادر الونيسي عضو اتحاد العلماء المسلمين ورئيس مركز الزيتونة للثقافة بفرنسا كان آخر ضيوف جامع عقبة وقدم مداخلة تحدث فيها عن علماء الزيتونة وأسباب تراجع دور جامعة الزيتونة منذ الاحتلال الإسباني وبعد الاستقلال وتحدث عن الفقه المالكي وقيمته العلمية والفقهية التي اعتمدت في عديد البلدان. وأمهات الكتب التي ترجمت واعتمدت في فرنسا وعديد الدول الغربية. الى جانب اعتماد بعض الدول الأوربية للاقتصاد الإسلامي والعقود والالتزامات.
واشاد رئيس جمعية الزيتونة بعلماء الزيتونة وبمبادئ الإسلام المعتدل والقيم الإسلامية السمحة مؤكدا ضرورة الدعوة الى التسامح ونبذ الخلافات في الفروع وعدم الوقوع في مطبات التصنيف والتسميات. وقال ان كل مسلم يتبع سنة النبي محد صلى الله عليه وسلم هو سلفي داعيا الى عدم السقوط في فتنة الاختلاف حول المسائل الفرعية. وشدد على ان الاختلاف الذي هو في الفروع يجب ان يترك للعلماء يتجادلون فيه. وحذر الشيخ الونيسي من الخطر المحدق والداهم من أعداء الإسلام ومن مثيري الفتن الطائفية في تونس ومن بينها محاولات بعض الجهات نشر المذهب الشيعي.
مقاصد الشريعة... في أوروبا
كما تحدث الشيخ الونيسي عن الشريعة الإسلامية ودورها في التشريع ووضع القوانين بوصفها مصدرا أساسيا وقال ان الشريعة ليست إقامة الحدود فقط كما يروج له أعداء الإسلام حسب قوله وانما الإسلام فيه رحمة للعالمين وتخفيف وقيم عالية في خدمة الإنسان وهو رحمة للبشر وللعمال وللمرأة ولنصرة الضعفاء. وقال ان الإسلام في تونس من الثوابت الأساسية كما ان العلمانية هي من ثوابت الدولة الفرنسية.
كما تحدث عن بعض جوانب الاقتصاد الإسلامي ومنها الوقف الذي تمنى عودته الى تونس لما له من دور في تكريس قيمة المؤسسة الدينية ومن دور في خدمة المواطنين وحفظ كرامتهم. مقدما بعض الأمثلة على الوقف الذي يقدم بعضه خدمات للحيوانات وللمساكين. منها وقف لجبر ضياع المال ووقف المريض الذي لا يرجى شفاؤه. وقال انه ليس هناك مشكل في تطبيق الشريعة الإسلامية ومقاصدها (مقصدها السادس هي الحرية). وقال ان مقاصد الشريعة الإسلامية تطبق حاليا في عديد البلدان الأوروبية. وتحدث عن ان بعض الدول التي تتحدث عن حقوق الإنسان فيها حكم الإعدام وفيها حقنة الموت وفيها الكرسي الكهربائي. وبين ان ما حرمه الإسلام هو حاليا ما يتم منعه قانونيا وتبين ضرره للإنسان.
كما عبر عن استنكاره من تهجم بعض الأطراف على الدين الإسلامي وقال انه لكل بلد ثوابته والشعب التونسي من ثوابته الإسلام. وقدم على سبيل المثال ان العلمانية من الثوابت الفرنسية وانه لا يسمح بالاعتداء عليها فما بال البعض يتهجم على الثوابت الإسلامية.
أستاذ أمريكي يعلن إسلامه
مواطن أمريكي جاء في نفس اليوم ليشهر إسلامه بجامع عقبة بن نافع بالقيروان. المواطن الشاب أصيل ولاية كولمبيا وهو أستاذ في الصيدلة. وقال الشيخ الطيب الغزي (إمام خطيب بجامع عقبة) ان هذا المواطن الأمريكي اختار الدين الإسلامي من بين الديانات السماوية وبين ان دخوله في الإسلام هو وغيره من المواطنين الذين يدخلون في الإسلام أفواجا انما هو ثمرة الدعوة الى الاعتدال والتسامح والوسطية والدعوة الى الإسلام بالموعظة الحسنة. وهو موضوع خطبة الجمعة الذي يستقبل أسبوعيا ضيوفا بارزين.