أعلنت موريتانيا أنها «ستأخذ وقتها» لدراسة طلبات تسليم عبد الله السنوسي مدير مخابرات العقيد الليبي الراحل واضعة في التسلل الليبيين الذين أرسلوا أمس طائرة الى نواكشوط على أمل العودة بالسجين. أكد مصدر مسؤول في نواكشوط ظهر أمس أن السلطات الموريتانية مازالت تدرس طلبات تسليم عبد الله السنوسي مدير مخابرات ليبيا السابق في عهد معمر القذافي الموقوف في نواكشوط.
وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن موريتانيا ستأخذ وقتها قبل حسم هذه المسألة.
وأضاف ذات المصدر قوله إن السلطات الموريتانية ليست على عجلة من أمرها مشددا على ضرورة احترام القواعد والاجراءات في هذه الحالات...
القانون الموريتاني
نفس المصدر الموريتاني أعلن ان الوفد الليبي الذي زار نواكشوط برئاسة نائب رئيس الحكومة الليبية مصطفى أبوشاقور حصل على إذن من السلطات الموريتانية لزيارة السنوسي والتحقق من هويته فقط موضحا انه لم يتم السماح للمسؤول الليبي باستجواب عبد الله السنوسي.
واعتبر ذات المصدر ان المسؤول الكبير في النظام الليبي السابق يشكل تهديدا ليس فقط على ليبيا بل أيضا على المنطقة برمتها.
وجاء اعلان التريث الموريتاني بعد وصول طائرة ليبية الى نواكشوط في الساعات الأولى من يوم أمس بعد يوم من تصريح نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور بأن موريتانيا وافقت على تسليم السنوسي الى ليبيا.
ولاحظت مصادر اعلامية ان المسؤول الليبي الذي تحوّل الى نواكشوط كان يعتقد ان مسألة تسليم السنوسي «من قبيل الحاصل» او هو حاول الايحاء بذلك. وأكدت ذات المصادر ان تسليم موريتانيا عبد الله السنوسي الى ليبيا وبهذه السرعة يضعها في مسار تصادمي مع فرنسا ومع المحكمة الجنائية الدولية وهو ما جعل المسؤول الموريتاني يؤكد على ضرورة احترام القواعد والاجراءات.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية في وقت لاحق ان ليبيا تحترم القانون الموريتاني والاجراءات الخاصة بالتسليم ملاحظا ان نواكشوط وافقت على تسليم السنوسي في وقت لاحق قال إنه قريب.
وبينما يواصل حبس السنوسي في موريتانيا الى حين قالت صحف مغربية أمس ان مدير مخابرات القذافي أقام لمدة ثلاثة أشهر في الدارالبيضاء بوثائق مزيفة. وأوضحت صحيفة «الصباح» المغربية أن السنوسي أقام في فيلا على ملك أحد أقربائه تقع بحي راق في الدارالبيضاء وقد عمد الى اخفاء ملامح وجه بإطلاق لحية وانتحال اسم عبد الله ولد أحمد.
وأضافت الصحيفة ان السنوسي الذي لم يزر المغرب اطلاقا في السابق وقع تحت مراقبة الأمن المغربي منذ دخوله بجواز سفر يحمل صورة شيخ من الطوارق الماليين وكانت الأجهزة الأمنية المغربية تريد تحديد علاقاته في المغرب.
وكانت تقارير متطابقة قالت إن السلطات المغربية تركت السنوسي يغادر الى موريتانيا ولم تعمل على اعتقاله في الدارالبيضاء لتفادي اي تعقيدات بما في ذلك تعقيدات مسألة التسليم التي تواجهها موريتانيا حاليا.