هل نعض على أصابعنا ندما أم نكسر أقلامنا التي كتبت لتدافع عمن سموا أنفسهم أو سماهم الشارع الرياضي رؤساء الثورة»؟ نحن نتجه الى ذلك فعلا ما دام حصاد هؤلاء الذين ركبوا على النخوة الثورية والرغبة الشعبية في التغيير (سلبيا جدا الى حد الآن) حيث انتجوا العديد من المظاهر السيئة التي نخرت الأندية بكبيرها وصغيرها.
مع هؤلاء الرؤساء الثوريين جدا حل الانقسام محل الوفاق واحتلت نظريات المؤامرة والطعن في الظهر المشهد لتطغى على الجانب الرياضي والتقييم الفني الرصين... معهم عادت عبارات الزمن النوفمبري المتهالكة من نوع «الشرذمة الضالة» و«العصابة المأجورة» و«المرتزقة» و«الصائدون في الماء العكر» و«أصحاب النفوس المريضة» وكان للاعلام الرياضي نصيب من هذه التخميرة الثورجية المزيفة لتصل الى حد التهديد بممارسات لم يجرؤ عليها الا النظام السابق ونعني تأديب الصحفيين وممارسة العنف الجسدي عليهم.
هؤلاء هم «رؤساء الثورة» على حقيقتهم... مجردين من الشعارات الرنانة والعبارات المنافقة، مدججين بمستكتبين من غير أهل القطاع والمؤلم أن جماهير الفرق اللاهثة وراء المعلومة المهنية الدقيقة والرأي الناقد البناء يعتبرون كل كلام عن مشاكل أنديتهم نشرا للغسيل الداخلي وتشهيرا واستهدافا... فأي اعلام رياضي يريده جمهور الكرة؟ هل يريد اعلاما بنديريا قصديريا أم اعلاما رياضيا يعكس كل الآراء والوقائع والحقائق؟
باسم الحرية والثورة أيضا عجت أروقة المحاكم بالقضايا المرفوعة ضد الصحف بسبب مقالات تنتقد تصريحات بعض المسؤولين أو تثير مواضيع محرجة تهم بعض الهيئات المديرة وأهمل عدد من رؤساء الأندية مهامهم الأصلية المتمثلة في توفير الموارد المالية والاحاطة بمنظوريهم ليصبح اهتمامهم مركزا على حروبهم الصغيرة ضد بعض مراكز النفوذ المحيطة بفرقهم.
البعض الآخر تورط في مواقف ايدلوجية واصطفافات حزبية وهناك من قبض عشرات الملايين في قلب الحملة الانتخابية (وهو ما أشارت اليه بعض المصادر الاعلامية)... وهناك كذلك من تجاوز كل الخطوط الحمراء بتصريحاته النارية التي أتت على الأخضر واليابس ولم تترك مجالا للملمة أوضاع فرقهم وتعزيز اللحمة والانسجام بين ابناء العائلة الواحدة.
هؤلاء هم رؤساء الثورة الذين دافع عنهم الاعلام الرياضي والشارع الرياضي انتصارا لفكرة جميلة تقول... أن عصر الملكيات العائلية والتعليمات الرسمية والولاءات الشخصية قد ولى واندثر الى الابد... فهل كان هؤلاء في مستوى تطلعات الشعب؟... هل انتصروا لهذه الفكرة التي ذهب بعضنا بسببها الى المحاكم أو تم الاعتداء عليه في الطريق العام وفي واضحة النهار دون أن يحرك أحد ساكنا ان لم نقل أن التواطأ كان صارخا.
كلمة على الهامش
البعض أصبح كاتبا عموميا عند رؤساء الأندية يسجل ما يملى عليه لسب زملائه والتحريض على مقاضاتهم... لمستكتبي هذا الزمن... نهدي هذه العبارة الفصيحة... «ان لم تستح فافعل ما شئت».