وضع رجال فرقة الشرطة العدلية بالسيجومي قبل أيام حدّا لرحلة فرار شاب يبلغ من العمر 30 سنة تقريبا كان قد حاول قتل شاب آخر عمره 28 سنة. جدّت وقائع هذه القضية في أحد الأحياء القريبة من العاصمة في أولى ساعات مساء يوم ممطر وشديد البرودة من الشهر الحالي.. أجبرت رداءة الطقس المتساكنين على الاحتماء ببيوتهم باستثناء أولئك الذين يتحدّون الصعاب لأجل تقديم الخدمات لغيرهم. وكانت عاملة بمحل «تاكسفون» واحدة من الفئة الكادحة من أجل لقمة العيش الكريم، قد اتخذت لها ركنا دافئا في المحل وأصرّت على أن تواصل العمل بمفردها وقد خلت الأنهج من حولها الى أن أقبل عليها شاب خالته زبونا عاديا فاستقبلته بابتسامة الترحيب وانتظرت منه أن يسألها خدمة، لكنه دنا أكثر منها حتى اختنقت برائحة الخمر المنبعثة من فمه وشرع في مغازلتها. صدّته العاملة وطلبت منه الانسحاب ولكنه زاد عنادا، فارتعشت وخافت من بأسه وحاولت الفرار فوقف أمامها ليمنعها حينئذ أطلقت عقيرتها بالصياح تحث الجيران على نجدتها. استغاثة فتاة تعالى الصراخ الى مسمع جار شاب من بلد مغاربي فخرج ليستجلي الخبر ثم عاد واخبر شقيقه ان عاملة «التاكسفون» تتعرض للاعتداء وبسرعة قرر الشقيقان التدخل وتحوّلا الى محل «التاكسفون» حيث وجدا «الزائر المخمور» في حالة هيجان فطلبا منه مبارحة المكان وترك الفتاة وشأنها فكان جوابه الرفض وحاول الاعتداء على أحد الشقيقين غير أنهما ردّا بالمثل وأشبعاه ضربا مبرحا حتى فرّ بجلده متوعدا بالثأر لنفسه، وقد ساءه أن يذل ويهان، وأخذ منه شيطان السكر مأخذه فقرّر أن يقتصّ لنفسه من الشقيقين وتسلح بسكين كبيرة الحجم ثم توجه نحو محل التاكسفون» وانتحى زاوية مظلمة مكث فيها منتظرا خروج الشقيقين أو أحدهما. ولم يطل انتظاره إذ لمح أحدهما فسارع بالتوجه نحوه واستل السكين من بين طيات ثيابه ووجه له طعنة على مستوى بطنه ثم فرّ هاربا فيما سقط المصاب على الأرض يتخبّط في دمائه فسارع شقيقه، يساعده الأجوار، بحمله على جناح السرعة الى المستشفى حيث وقع الاحتفاظ به في قسم العناية المركزة. طعنه ثم طلب ودّه تم إعلام مصالح الأمن بقبول الشاب المصاب فتولى أعوان فرقة الشرطة العدلية عملية البحث والتحرّي وتحولوا الى مكان الواقعة وتمكنوا من استيفاء معلومات أدّت الى الكشف عن هوية المظنون فيه وتبيّن أنه من ذوي السوابق العدلية وهو أعزب وعاطل عن العمل. وعلى ضوء ما توفر بدأت عملية البحث عنه وأمكن تعقّب أخباره حتى علم أعوان الفرقة العدلية أنه بدأ اتصالاته الرامية الى اسقاط الدعوى بعد أن بلغه أن المتضرر تجاوز مرحلة الخطر وتعافى وغادر المستشفى، فراقبوا محل اقامة الشقيقين وانتظروا لحظة قدومه ثم فاجؤوه، فحاول الافلات منهم واستلّ سكينه وهدد بها كل من حاول الاقتراب منه لكن الأعوان تمكنوا من السيطرة عليه وأمسكوا به واقتادوه نحو مقرهم حيث اعترف بما نسب اليه فوقع تقديم ملفه الى أحد قضاة التحقيق لمزيد البحث والتحري.