شهدت مدينة سوسة قبل أيام حادثة غريبة وطريفة تمثلت في تعمد فتاة ضمن عصابة تتركب من خمسة منحرفين مداهمة منزل وتعنيف ساكنيه وهما أجنبيان من بلد مغاربي ثم السطو عليهما. فقد كشفت الأبحاث التي أجراها أحد قضاة التحقيق بسوسة أن عصابة تتكون من خمسة منحرفين (كهلان وثلاث فتيات) تتراوح أعمارهم بين 20 سنة و40 سنة وجميعهم من ذوي السوابق العدلية في شتى مجالات الانحراف قد عمدوا ليلة الواقعة الى مداهمة منزل بأحد أحياء مدينة سوسة يقطنه رجلان من بلد مغاربي واعتدوا عليهما بالعنف الشديد ثم سلبوهما مبلغا ماليا هاما ولاذوا بالفرار. تحريات «اجرامية»؟ وتفيد التحريات المجراة في القضية أن كهلا معروفا بسوابقه في مجال السرقة والعنف كان يتسكع في أحياء مدينة سوسة وشوارعها لما استرعى انتباهه وجود رجلين أجنبين في أحد الأحياء فدفعه فضوله الى اقتفاء أثرهما الى أن شاهدهما يدخلان منزلا فسأل عنهما فقيل له إنهما يتسوغانه مؤثثا. فكر الكهل في سلب الرجلين فجعل يتردد على المكان لرصد تحركاتهما ولما أيقن أنهما وحيدان وقدر أنهما ثريان أخبر بقية أصدقائه وهم أربعة منحرفين ثلاث فتيات وكهل فاستحسنوا الفكرة وقرروا التخطيط لتنفيذها. تنكرت في ملابس رجالية في ساعة متأخرة من ليلة شديدة البرودة آوى فيها الناس الى مضاجعهم قرر أفراد العصابة تنفيذ مخططهم فارتدت احدى الفتيات ملابس رجالية وأخفت مظاهر أنوثتها وغطت شعرها وانطلقت مع الكهلين في اتجاه منزل المتضررين في حين مكثت الفتاتان الأخريان في الشارع لمراقبة المكان وتأمين العملية. طرق الثلاثة الباب ففتح الرجلان مذعورين فدفعهما المنحرفون الثلاثة بقوة الى داخل المنزل وقاموا بغلق الباب خشية افتضاح أمرم. ثم عمدوا دون مقدمات الى ركلهما ولكمهما بقوة حتى خارت قواهما. طلب المنحرفون من الرجلين مدهم بما يملكون من مال وقد أشهروا في وجهيهما أسلحة بيضاء وتحت طائلة التهديد والخوف انصاع الرجلان الى طلب «الضيوف» غير المرغوب فيهم فأخرجا من جيوبهما كل ما يملكون من مال وسلماه اليهم وبسرعة انسحب المنحرفون الثلاثة وانضموا الى الفتاتين اللتين كانتا تحرسان المكان من الخارج وفر جميعهم بسرعة ليقتسموا المبلغ في ما بينهم. شكوى... فإيقاف تحامل الرجلان المتضرران على نفسيهما وقصدا أقرب مركز شرطة للإعلام بما حصل لهما. فتكفلت شرطة سوسة الشمالية بالقضية وانطلقت تحريات أعوانها بمعلومات قليلة وغير كافية صرح بها المتضرران وتفيد تعرضهما للعنف والسلب من قبل ثلاثة رجال! وهما لا يذكران ملامحهم جيدا. فلم ييأس رجال الشرطة وانطلقوا في اجراء تحريات مكثفة في أوساط المشبوهين أثمرت عن القاء القبض على أفراد العصابة وبجلبهم الى مركز الأمن في وقت وجيز من وقوع الحادثة اعترفوا بما نسب إليهم وكشفوا سر الفتاة التي تنكرت في ملابس رجالية للتخفي وبعرضهم على المتضررين تعرفا عليهم فأودعوا السجن في انتظار محاكمتهم.