وضعية السياحة التونسية بعد الثورة ، آفاق تطوير السياحة ودعمها للتشغيل والاستثمار... وتأثير الثورة التونسية وحتى السلفيين على عدد السياح... كلها نقاط تحدث فيها السيد إلياس فخفاخ وزير السياحةومسؤولان عالميان في القطاع.
اجتمع امس كل من وزير السياحة في تونس السيد إلياس فخفاخ والسيد الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة السيد طالب الرفاعي ورئيس المجلس العالمي للسياحة والرحلات للتباحث حول سبل دعم السياحة التونسية بعد الثورة.وكان اللقاء فرصة للحديث عن قطاع السياحة بعد فترة الانتقال السياسي ومع الوضعية التي تعيشها بلادنا ومختلف الأحداث المؤثرة في القطاع.ولاحظ السيد دافيد سكوسيل ان هناك تحسنا في قطاع السياحة في تونس خلال الأشهر الأخيرة وقال إن المحاور الثلاثة التي تم التركيز عليها من أجل تطوير قطاع السياحة هي تحرير قطاع الطيران لتشجيعه على جلب السياح. أما الموضوع الثاني فهو تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج فيما تعلّق محور الحديث الثالث بتسهيل الحصول على التأشيرة في تونس.
وأضاف: «صحيح ان قطاع السياحة قد تأثر بالظروف لكنه يستعيد عافيته الآن... فهناك صحوة عربية وربيع عربي».وأشار السيد طالب الرفاعي الى استفادة بعض الدول مثل دول منطقة التعاون الخليجي من الازمة.. فيما اعتبر ان تونس ومصر مهمتان من الناحية السياحية وأنهما رغم تأثرهما السلبي بالاحداث فإن هذا التأثير السلبي بدأ يتناقص.وأضاف ان قطاع السياحة قد شهد انخفاضا بنسبة 30٪ مقارنة بمعدلات سنة 2010 واعتبر ان هذه السنة يمكن ان تشهد نموا ايجابيا مقارنة ب2010.واعتبر ان هناك استقرارا في البلاد وان صورة تونس بدأت تتحسن في الخارج وهناك شعور ايجابي عام. وأمل بأن يتطور هذا الشعور الايجابي وان يتواصل.ولم ينف السيد الرفاعي تأثير الأحداث التي عاشتها تونس في القطاع، لكنه أكد ان مناخ الديمقراطية والحريات والعدالة سيكون له تأثير ايجابي.ثورة..
ومؤشراتتحدث السيد إلياس فخفاخ وزير السياحة عن تحسن قطاع السياحة في تونس مشيرا الى مؤشرات شهري جانفي وفيفري حيث تم استرجاع حوالي 200 ألف سائح.. وقال ان نسبة النمو قد فاقت 50٪ من حيث الوافدين مقارنة بسنة 2011.أما فيما يتعلق بنسبة زيادة المداخيل فهي في حدود 8٪ مقارنة بنفس الفترة من 2010.وأضاف وزير السياحة انه وحسب الحجوزات المسجلة الى الآن من المنتظر استرجاع أكثر من مليون سائح، لكن يمكن للوضعية ان تتحسن.وأضاف ان الوضع يمكن ان يتحسن،وحسب التوقعات ستتراجع نسبة النقص الى 15٪ مقارنة بالسنة الماضية لكن الوضع مرشح لتحسن أفضل واعتبر وزير السياحة ان للاعلام والتعريف بالوضع الأمني عموما أهمية كبرى.من جهة أخرى تحدث الوزير عن تطور مؤشرات نوايا الاستثمار في الداخل والخارج. وقال ان هناك مجمعات كبرى للنزل قد أعربت عن نية الاستثمار في تونس.واشار السيد إلياس فخفاخ الى المجلس الوزاري الذي انعقد السبت الماضي لتسهيل الاستثمار ولتدارس آلية جديدة للتشجيع على الاستثمار. ومن المنتظر ان تدخل هذه الآلية حيز التطبيق.سلفيون وسياحةردا على سؤال تلعق بتأثير السلفيين وصورة ظهور السلفية في تونس على قطاع السياحة وصورة تونس بالخارج قال السيد الياس فخفاخ إن الحكومة الجديدة لا تريد تقديم صورة مغالطة عن الوضعية في تونس فهي تريد الصراحة والشفافية ولا تريد مغالطات عن البلاد، وهذا من مكتسبات الثورة.واعتبر ان الثورة فتحت المجال للحريات وان هناك قناعات من حق أصحابها التعبير عنها.
وأضاف أنه وفي صورة حدوث مخالفات هناك قانون سيتم تطبيقه، لكن من حق أي كان التعبير بصورة سلمية عن أفكاره ومعتقداته قائلا إنّ هناك أقصى اليمين وأقصى اليسار في كل بلد وتعليقا على هذا الموضوع قال السيد طالب الرفاعي: «لا تعتقدوا أن أي صوت في الشارع سيسيء الى السياحة وصورة تونس في الخارج... فالعالم يزداد احتراما لنا كلما احترمنا حقوق الانسان وأن المناخ العام الجديد في تونس له جاذبيته واختلاف الأصوات لا يسيء لصورة البلاد».آليات تسويقتحدث وزير السياحة عن وجود استراتيجية جديدة للتسويق قصد جلب السياح، لاسيما من الدرجة الأولى، وقصد تنويع السياح والأسواق. كما تحدث عن تفعيل قرار وزير النقل المتعلق بتحرير قطاع الطيران مع أوروبا وستنطلق العملية من خلال تهيئة الشركات التونسية لاسيما الخطوط الجوية التونسية.
من جهة أخرى أشار السيد إلياس فخفاخ الى وجود استراتيجية لدعم المهنيين الذين تكبدوا خسائر ولن نهمل استراتيجية تطوير السياحة ودعم السياحة الداخلية وتطوير السياحة الشاطئية والثقافية والصحراوية وال«Croisière» وغيره من الأنواع.مستقبل السياحةوفي اطار دعم السياحة في تونس تلتئم ندوة عالمية حول مستقبل السياحة في البحر الأبيض المتوسط بجربة وذلك يومي 16 و17 أفريل ويشارك في هذه التظاهرة أكثر من 400 خبير دولي من حوالي 40 بلدا الى جانب وزراء من ضفتي المتوسط.وستكون الندوة فرصة للتعرف على مختلف الاستراتيجيات والسياسات السياحية المحلية الحالية واستكشاف الامكانيات الكفيلة بتحقيق التناغم بين هذه السياسات لتحسين التعاون الاقليمي وصياغة رؤية مشتركة.وللاشارة، فإن النشاط السياحي في تونس قد شهد بعد ثورة 14 جانفي تراجعا بنسبة 33٪ ولم تأو النزل التونسية غير 3٪ فقط من الطاقة الجملية للبلدان المتوسطية. وعرفت السياحة التونسية من 1 جانفي 2012 الى 10 مارس بوادر انتعاشة، اذ سجلت ارتفاعا يناهز 46٪ في عدد السياح (660 ألف سائح).