أسدل الستار، ظهر أمس على أشغال الدورة الاستثنائية لندوة المندوبين الجهويين، التي انطلقت صباح أول أمس بأحد النزل بياسمين الحمامات بحضور كل مندوبي الثقافة والسيد مهدي مبروك وزير الثقافة ومديري إدارات القطاعات الثقافية بالوزارة.
وقد استعرض السيد مهدي مبروك وزير الثقافة في مستهل هذه الندوة التوجهات الاستراتيجية للوزارة، وأولها تكريس حرية الابتكار والابداع، مشيرا الى أن هذا المبدأ يقتضي تبني «مدوّنة سلوك» لضمان تفعيله في فضاءاتنا الثقافية.
كما طالب الوزير في اطار التوجهات الاستراتيجية للوزارة بالانفتاح على المجتمع المدني وخصوصا في فعالياته الثقافية وأكد أنه ليس مقبولا اليوم أن تنفرد هياكل الوزارة بالبرمجة والتقييم وذلك من أجل تبني مقاربة تشاركية ستكون من شروط البرمجة.
«عقد برامج»... واللاّمركزية
ومن هذا المنطلق عرّج السيد مهدي مبروك على سعي الوزارة الرسمي هذه السنة الى تبني «عقد برامج» مع المندوبيات ينص على عدالة توزيع المنتوجات الثقافية على كامل ربوع البلاد، حتى لا تستحوذ العاصمة والمدن الكبرى على المنح والدعم... مشدّدا على أن ذلك يقتضي اضعاف المركزية المفرطة بدرجة أولى. بالاضافة الى الانفتاح على مراكز الولايات والمندوبيات وعلى المعتمديات والقرى والمداشر حتى يمحي اهمال المندوبيات واقصاؤها لهذه القرى.
وقال الوزير في هذا السياق: «إنّ تفتيت البنية المركزية المفرطة، تقتضي أيضا عملا موازيا وهو ضرورة تنمية الشركات مع الوزارات والهياكل الأخرى وأخص بالذكر وزارة التربية ووزارة السياحة ووزارة الشباب والطفولة ووزارة المرأة، ووزارة التعليم العالي التي بدأنا بعد بابرام اتفاقيات عمل مشتركة».
مهرجانات ذات خصوصية
وعلى ضوء هذه المبادرات والأهداف، يقول وزير الثقافة إنه تمّ اقرار ثلاثة مهرجانات ذات خصوصية وهي على التوالي:
مهرجان القرى الجبلية بمدن الجنوب الشرقي مهرجان الحوض المنجمي مهرجان القيروان للموسيقى الروحية والصوفية في انتظار بعض المبادرات الاخرى التي ستدعمها الوزارة على غرار مهرجان التراث الروماني بسبيطلة ومهرجان الأغنية الافريقية وعدّة مهرجانات أخرى التي تبرز خصوصيات الجهات.
ردّ الاعتبار للوزارة
وشدّد السيد مهدي مبروك في أحد تدخلاته على ضرورة ردّ الاعتبار لوزارة الثقافة معتبرا أنها ظلت كالبقرة الحلوب يفيض ضرعها دما. وأشار في هذا الصدّد الى أن عديد التظاهرات وعديد الجمعيات التي تدعمها الوزارة، لا تذكر حتى اسمها في معلقة أو في مقالات صحفية مثلا معتبرا هذا الأمر غير معقول وغير مقبول. وغير بعيد عن ذلك تحدث الوزير عن المال الثقافي قائلا، إنه سيتواصل لكن على قواعد الندية، لا بالطريقة المعتمدة في السابق.
وإجابة عن سؤالنا المتعلق بالأعمال التي تحصلت على دعم في السابق ولم تنجز، أكد السيد مهدي مبروك، أن هذه الملفات حاليا بيد القضاء وخصّنا بأن بعض من انتفعوا بالدعم ولم ينجزوا أعمالهم بدؤوا بتسديد ما عليهم.
التراث؟!
وفي حديثه عن المهرجانات أكد وزير الثقافة أن الوزارة ستحاول تغيير فلسفة المهرجانات وذلك عبر أبعاد وذكر أمثلة في هذا السياق نذكر منها البعد الأمازيغي، والبعد العربي الاسلامي والبعد الافريقي والبعد الروماني معرّجا في سياق متصل على تراث البلاد في كل جهة ومستحضرا باستياء أن التراث المعماري كان عبارة عن مدن تنهار ولا حراك لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث سابقا. بل أكد أنّ الوزارة كانت تتجاهل هذا التراث مشدّدا على أنّ الوزارة الحالية عاقدة العزم على استرداد هذا التراث. وفي هذا الاطار عرّج على أهمية «الاعلام الداخلي» الذي مثل مطلبا أساسيا للمندوبين كذلك، وقال الوزير «إنّ الصحافة أسرع منا في معرفة سرقة موقع أثري مثلا، وعلينا أن نهتم أكثر بالاعلام الداخلي صلب الوزارة»، وفي استماعه لهذا المطلب من قبل المندوبين لم يعارض السيد مهدي مبروك مبدأ اضافة مكتب اعلامي بكل مندوبية، وتفهم مواقفه من خلال حركة رأسه وهو يستمع لهذا المطلب ويدوّنه على ورقته كتابة.هذا إذن بعض ما جاء في الدورة الاستثنائية لندوة المندوبين الجهويين وسنوافيكم بتفاصيل أكثر في عدد لاحق.