قضت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، بالسجن المؤبد في حق شاب تورط قبل عام في قتل اطار ديواني بسيدي بوسعيد، أثناء منعه له من الهروب بعد استيلائه على حقيبة امرأة.
وجاء في محاضر باحث البداية أن شابا في نهاية العقد الثالث من عمره يعمل اطارا بالديوانة ويقطن بأحد أحياء سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية للعاصمة، عاد من عمله مساء أحد أيام شهر فيفري من العام الماضي، واستراح لفترة قصيرة داخل منزل والديه ثم استأذن من والدته للمغادرة لمرافقة أبناء الحي في لجنة حماية الحي بسبب ما كانت تعيشه بلادنا آنذاك من انفلات أمني وألحت عليه في أخذ نصيب من الراحة نظرا لتعبه في عمله. إلا أنه أصرّ على المغادرة بعد أن اتصل به أحد أصدقائه وأعلمه بأنه بانتظاره أمام المنزل فالتقاه وسارا باتجاه المكان الذي جعل منه أبناء الحي «حاجزا أمنيّا» وفي طريقهما لفت انتباههما صياح امرأة وصياح أشخاص آخرين من أبناء الحي وهم ينادون بعبارة «شدْ شدْ» فتيقن من كون الشاب الذي كان يجري باتجاهه قد استولى لحينه على شيء ما على ملك المرأة التي كانت تصيح فنجح في المسك به لمنعه من الهروب.
وجاء في ملف القضية أن الشاب الذي استولى على حقيبة المرأة، كان يخفي داخل ثيابه سكينا، فسارع باخراجها وطعن بواسطتها الاطار الديواني على مستوى البطن وكانت طعنة قوية تراخى معها جسد الاطار الديواني الذي فقد توازنه وسقط أرضا وأفاد تقرير الطبيب الشرعي أنه فارق الحياة بعد مدة قصيرة للغاية من تلقيه الطعنة.
وجاء في ملف القضية أن المحققين نجحوا لاحقا في إلقاء القبض على المظنون فيه، الذي أودع السجن وعند محاكمته أول أمس من طرف الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، حاول انكار ما نسب إليه وأنكر أن يكون استولى على حقيبة المرأة ودامت عملية استنطاقه من طرف هيئة المحكمة أكثر من ساعتين كاملتين بطريقة فيها الكثير من التشويق وإعادة طرح الأسئلة بشكل مختلف عن الطريقة السابقة وقرّرت هيئة المحكمة حجز ملف القضية للتصريح بالحكم اثر الجلسة، حيث قضت بالسجن المؤبد في حق المظنون فيه، علما وأن والدة الهالك حضرت احدى الجلسات السابقة للمحاكمة وأغمي عليها من فرط الألم الذي أصابها بوفاة ابنها.