بدأ الغرب حملة ل «قبر» خطة عنان لتسوية الأزمة السورية معتبرا إياها عاجزة عن الإيفاء باستحقاقاتها وذلك بالتزامن مع التلويح بالتدخل العسكري الجوي في سوريا فيما أعلنت طهران دعمها الكامل والمطلق لدمشق في وجه المؤامرات الأمريكية ضدها. وأعلن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي الليلة قبل الماضية في لقاء جمعه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تعارض أية خطة حول تسوية الوضع في سوريا تقترحها الولاياتالمتحدة.
وتابع أن طهران ستدافع عن سوريا دائما من أجل الحفاظ على الخط الأمامي لمقاومة النظام الصهيوني معربا عن تأييد بلاده التام للإصلاحات التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد داعيا إلى مزيد تعزيزها.
إسقاط عنان
في هذه الأثناء , بدأت في العواصمالغربية حملة إسقاط مهمة كوفي عنان في سوريا قصد فتح الباب أمام التدخل العسكري. إذ توقّع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس فشل مهمة عنان في سوريا قائلا : إنه لا يرى إمكانية لتطبيق سوريا خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في ظل استمرار العنف بالبلاد.
وذكر المسؤول التركي في تصريحات أوردتها صحيفة «توداي زمان» التركية في عددها الصادر أمس أن أعمال القتل لم تتوقف في سوريا منذ إعلان دمشق قبولها خطة عنان متابعا لا يوجد سبب «يدعوني الى أن أقول إنني آمل أو أتوقع شيئا ما من السلطات السورية لان الرئيس الأسد يواصل أعمال القتل».
وبالتزامن مع هذا التصريح من أنقرة, توقع السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين أن تمنى مهمة المبعوث «الأممي العربي المشترك» كوفي عنان في سوريا بالفشل عازيا هذا الفشل المقرر إلى موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعرب جون ماكين عن أسفه حيال تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الذي دعا في رسالة أبرقها إلى قادة دول البريكس أول أمس إلى وقف الدعم الأجنبي للأعمال الإرهابية كشرط لنجاح مهمة عنان.
قوة جوية خارجية
وقلل السيناتور الصهيو أمريكي من أهمية جولة عنان التي حملته إلى بيكين وموسكو ومن قدرتها على تسوية الأمور في سوريا. وفي تشخيصه للحلول للأزمة السورية قال السيناتور «الصهيو أمريكي» إن المعركة القائمة في سوريا غير منصفة فلدى النظام الدبابات والمدفعية الروسية ولديه قوات على الأرض وليس لدى المعارضة أية أسلحة للدفاع عن نفسها , وفق تعبيره وزعمه في آن واحد.
كما أعرب عن رغبته في أن تقوم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بالسماح للمعارضة السورية بالدخول في قتال منصف مع القوات المسلحة، ممّا يتطلب توفير مناطق آمنة، مضيفا إن هذا قد يعني «توفير القوة الجوية الخارجية».
وقال ماكين في مقابلة مع قناة «العربية» السعودية عشية انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تركيا، إن «مفاوضات عنان تكتيك لإعطاء فرصة إضافية للرئيس بشار الأسد»، معربا عن رغبته في أن تمهد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع القوات النظامية.
وقف إطلاق النار
في هذه الأثناء , دعا أحمد فوزي الناطق باسم المبعوث العربي الأممي المشترك كوفي عنان الحكومة السورية إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال فوزي : إن الوقت قد حان للرئيس السوري بشار الأسد لوقف إطلاق النار وعنان بدوره سيطالب المعارضين بإلقاء السلاح والبدء في حوار وطني شامل.
وتابع: أن عنان توجه إلى الجهة الأقوى لتقوم بمبادرة حسن نية لإنهاء الإضطرابات التي تعصف بالبلاد مضيفا أن المبعوث العربي الأممي سيؤدي زيارة إلى طهران والسعودية للحصول على تأييد لخطة السلام التي طرحها دون أن يحدد فوزي تاريخ الزيارة.