إثر شعورهم بالتهميش الذي تعرضت له منطقتهم حامة الجريد بادر عدد من الأهالي أغلبهم من الشباب بعد مرور أكثر من سنة على نجاح الثورة بتكوين جمعيات تنموية وثقافية للنهوض بالمنطقة ومقاومة تهميشها .
وهي استفاقة لمكوّنات المجتمع المدني بحامة الجريد فسّرها الناشطون بهذه الجمعيات بحدوث تجاوزات وانتهاكات لحقّهم في التنمية دفعتهم إلى الاستدراك فتكوّنت للغرض جمعيتان تنمويتان وهما جمعية أصدقاء حامة الجريد وجمعية الانماء والمبادرة وجمعية ثقافية وهي جمعية قباش للتراث والسياحة .
شرعت هذه الجمعيات مباشرة إثر تأسيسها في تجسيم أهدافها وتنفيذ برامجها حيث وجّهت جمعية أصدقاء حامة الجريد مراسلة إلى المدير الجهوي للصحة بتوزر وتحادثت مع مدير المستشفى المحلي بدقاش حول تردّي الوضع الصحي بحامة الجريد ومراسلة إلى مدير إقليمتوزر للشركة التونسية للكهرباء والغاز حول ربط عدد من الأحياء الجديدة بالكهرباء ومعالجة مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء خلال فصل الصيف وحدّدت اشكاليات القطاع الفلاحي بالمنطقة واقترحت الحلول وعرضتها على السلط والمصالح المعنية .
في حين تدخلت جمعية قباش للتراث والسياحة لمنع رفع التربة من المنطقة الأثرية قباش ورمي الفضلات فيها وهي بصدد إعداد برنامج حول التدخلات اللازمة بهذه المنطقة الأثرية لعرضه على المصالح المعنية بالتراث .
وعقدت الجمعيات الثلاث مؤخرا لقاء تنسيقيا تدارست فيه سبل التعاون وإقامة شراكة بينها وعبّر الأهالي عن استبشارهم بهذه الاستفاقة ودعمهم لهذه الجمعيات وتعددت الانخراطات فيها لتشجيعها والمساهمة في دفع التنمية بمنطقتهم .