مع اقتراب موعد وقف القتال في سوريا, تلعب تركيا ورقة «التصعيد السياسي والعسكري» ضد سوريا حيث أكدت مصادر تركية مطلعة أن أنقرة تريد إنشاء مناطق عازلة داخل الحدود السورية في حال عدم نجاح مهمة كوفي عنان وسط تأكيدات بأن الحصار العربي ضد الأسد بدأ يتشقق. ونقلت المعارضة السورية بهية مارديني عن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو تعهده بإنشاء منطقة عازلة تمتد على التراب السوري والتركي مشيرة أي مارديني إلى أن أوغلو ينفذ بذلك أحد أهم مطالب المعارضة السورية المسلحة. ودعت الحقوقية السورية المجتمع الدولي إلى دعم خطة أوغلو باعتبارها تضمن نقطة آنطلاق عسكرية للمعارضة السورية للهجوم على القوات النظامية. ونعت مارديني في ذات السياق مهمة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان في سوريا معتبرة أنها فشلت من قبل أن تبدأ مبررة موقفها إلى «التجارب السابقة مع النظام السوري» حسب قولها . وتابعت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ كوفي عنان بانسحاب قوات الجيش السوري من بعض المناطق مثل الزبداني إلا أنها قامت ذات القوات بقصف الزبداني مساء الأمر الذي يكشف وفق تعبيرها كذب النظام السوري وزيف ادعاءاته. وفي ذات السياق, ذكر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد أن النظام السوري لم يسحب قواته من المدن مستندا بذلك إلى صور قال إنه استقاها من الأقمار الصناعية. وذكر فورد أن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الأخرى تراقب عن كثب ما إذا كانت الإجراءات المطلوبة من الحكومة السورية تنفذ أم لا... شرطان روسيان في المقابل, وضعت موسكو أمس شرطين أساسيين لتواجد المراقبين الدوليين في سوريا وفق ما تتطلبه ورقة كوفي عنان. حيث أورد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الليلة قبل الماضية إن مراقبي المنتظم الأممي في سوريا لن تكون لهم صفة عسكرية البتة بل سيكونون فنيين مهمتهم الأساسية مراقبة ومتابعة تنفيذ الهدنة بين طرفي القتال. وفي نفس الاتجاه , قال نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف إن بعثة مراقبي هيئة الأممالمتحدة إلى سوريا يجب أن تتكون من ممثلي البلدان التي تقبل بها دمشق. وأشار غاتيلوف إلى أن موضوع تركيبة البعثة الأممية إلى سوريا أمر في غاية الحساسية بالنسبة لكافة الأطراف متابعا أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وكوفي عنان لا يزالان يتباحثان هذه المسألة بجدية وتمعن. اعتذار للأسد من جهة أخرى , أكد ديبلوماسيون عرب أن جدار المقاطعة العربية عامة والخليجية خاصة للنظام السوري بدأ يتشقق وهو آخذ في الانهيار مشيرين إلى أن عددا كبيرا من العواصم العربية أبلغت الرئيس السوري بشار الأسد رغبتها في إنهاء القطيعة مع دمشق. ونقلت جريدة «السفير» اللبنانية عن المصادر الديبلوماسية التي وصفتها بالمطلعة قولها : إن كلا من رئيس دولة الإمارات العربية خليفة بن زايد آل نهيان وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح وسلطان عمان قابوس بن سعيد وملك البحرين كلهم تواصلوا مع الرئيس السوري بشار الأسد عشية انعقاد قمة بغداد وأبلغوه أن دولهم لا تريد القطيعة مع سوريا والأكثر من ذلك أنهم يدعمون بقاءه للحيلولة دون تواصل هجمة الإسلاميين في المنطقة العربية. وأضافوا أن هذه الاتصالات بقيت طي الكتمان والسرية خشية أن تؤدي إلى ظهور الانقسام علنيا بين دول النادي الخليجي مما قد يفضي إلى انهياره. ونقلوا عن الأسد رده على المتصلين أن القيادة السورية حزمت أمرها وحسمت خيارها بأنه لن تكون هناك عودة إلى العلاقات الطبيعية مع السعودية وقطر أو مع بعض الجهات السياسية العربية في مصر ولبنان لأنهم ذهبوا بعيدا في عدائهم لسوريا مؤكدا أن وقت الحساب قد حان. وأضاف الأسد : لن نقبل بعد اليوم تقبيل أو تبويس اللحي على قاعدة عفا الله عما سلف. وربط الديبلوماسيون بين هذه الاتصالات والبيان الختامي لقمة بغداد من جهة وبين التمثيل الديبلوماسي المنخفض لكل من السعودية وقطر في القمة العربية. وأكدوا أن الأسد انتصر في هذه الجولة وكسب معركة السيادة على أرضه وأن الجولات الباقية ستخاض على قاعدة تقليص الخسائر من جهة دمشق و تضخيم التنازلات السياسية من جهة قطر والسعودية دون الوصول إلى اختراقات حقيقية تمس طبيعة النظام.