تزامنا مع بداية انتشار المراقبين الامميين في سوريا، تعقد اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية اليوم الثلاثاء اجتماعا في الدوحة بحضور الموفد العربي الأممي المشترك كوفي عنان فيما حذرت بيروت من مغبة امتداد الحريق السوري الى لبنان . وقال المتحدث باسم كوفي عنان ان فريقا أوليا من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للمنظمة الدولية بدأ العمل في سوريا أمس سعيا لضمان التزام القوات الحكومية والمعارضة بشروط وقف اطلاق النار .
6 مراقبين
ووصل فريق متكون من ستة مراقبين الى دمشق في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية يقودهم ضابط برتبة عقيد . وقال أحمد فوزي: ستبدأ المهمة عبر اقامة مقر العمل هذا الصباح أي صباح أمس والتواصل مع الحكومة السورية وقوات المعارضة حتى يتفهم الجانبان دور مراقبي الأممالمتحدة .
وأضاف أنه من المتوقع أن يصل المراقبون الآخرون وعددهم 25 خلال الأيام القليلة القادمة . ووافق مجلس الأمن الدولي السبت المنصرم على ارسال مراقبين غير مسلحين للاشراف على وقف اطلاق النار الذي بدأ رسميا يوم الخميس الماضي ولكن ظهرت تقارير تفيد بوقوع أعمال عنف .
ومن المقرر أيضا أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا في نهاية الأسبوع الجاري للتصريح بنشر بعثة مراقبة كاملة مؤلفة من 250 مراقبا على الأقل بينهم خبراء في حماية حقوق الانسان .
بدوره، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية على التحلي ب «اكبر قدر من ضبط النفس», داعيا المعارضة الى التعاون التام واصفا وقف اطلاق النار في سوريا ب«الهش».
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي ببروكسيل وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية انه «على السلطات السورية ابداء اكبر قدر من ضبط النفس»، مؤكدا انه يجب «على قوى المعارضة أن تتعاون أيضا بشكل كامل» حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. ورأى بان كي مون أن وقف اطلاق النار على الأرض «هش جدا»، معتبرا انه من «المهم جدا» أن تعمل كل الأطراف بدءا بالنظام، على فرض احترام الشروط الموضوعة.
في هذه الأثناء، أعلن مصدر رسمي قطري أن الدوحة ستستضيف اليوم الثلاثاء اجتماع اللجنة العربية المعنية بسوريا وكذلك اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذين يلتقون على خلفية زيارة الرئيس الايراني الى جزيرة ابو موسى في الخليج.
وذكر المصدر الرسمي وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «اجتماع لجنة سوريا سيعقد مساء اليوم الثلاثاء في الدوحة» وليس الاربعاء كما سبق ان اعلنت الجامعة العربية. وتضم اللجنة وزراء خارجية سلطنة عمان ومصر والسودان والجزائر والسعودية اضافة الى العراق رئيس القمة العربية والكويت التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والامين العام للجامعة نبيل العربي.
بدوره، حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس من أن الحريق في سوريا يمكن أن يمتد الى لبنان، داعيا الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها في اطفاء هذا الحريق أو على الأقل عدم تأجيجه.
وقال العماد ميشال سليمان في تصريحات صحفية خلال زيارته الى استراليا ان «الجميع في سوريا يرغب في الديمقراطية ولكن المهم أن يحسنوا اختيارها بعيدا عن العنف وتقبل التدخل الايجابي للدول وليس السلبي».
ونبه سليمان من «أن الحريق في سوريا يمكن أن يمتد الى لبنان، لذلك على الدول العربية تحمل مسؤولياتها في اطفاء هذا الحريق أو على الأقل عدم تأجيجه». وقال خلال مأدبة غداء رسمية «في وقت ما زال العالم العربي يسعى لتلمس طريقه نحو الاصلاح والديمقراطية المنفتحة على الحداثة والملتزمة بالحريات وحقوق الانسان، بعيدا من مخاطر الانقسام والتشرذم والعنف على ما نأمل، تبقى الحاجة قائمة وملحة لايجاد حل عادل وشامل لكافة أوجه الصراع في الشرق الأوسط».
وأعرب عن «أسفه لكونه الوحيد الذي تحدث عن فلسطين والقضية الفلسطينية في الجامعة العربية، خصوصا في ظل الصراع بين الانعزال والانفتاح، علما أن مشعل الانفتاح يجب أن تحمله الدول العربية، وقال ان العرب نسوا على ما يبدو فلسطين».