قبل 3 أشهر وبضعة أيام من انطلاق فعاليات أولمبياد لندن وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون رسالة إلى الرياضيين أكد من خلالها على خصوصية الدورة المقبلة وعلى الآفاق التي تفتحها على صعيد العلاقات بين تونس وبريطانيا.
وننشر في مايلي هذه الرسالة الواردة المقال ديفيد كاميرون حول دورة لندن2012:«في غضون 100 يوم ستفتتح دور الألعاب الأولمبية للعام 2012 في لندن وهي نقطة انطلاق مذهلة لأبرز عرض على الأرض لذا، نريد مشاطرة هذه الألعاب الأولمبية والبارالمبية مع مواطني تونس ولهذا السبب، أقول لكم اليوم : «أهلا بكم».
ستشكل هذه الألعاب وفي هذا الصيف لحظة فخر لبريطانيا فإلى جانب عزمنا على تقديم أفضل الألعاب الأولمبية على الإطلاق، نحتفل أيضا بالذكرى الستين لاعتلاء جلالة ملكة بريطانيا العرش وهي ثاني عاهل على الإطلاق يمتد حكمها طوال هذه الفترة، إنه لوقت مميز بالنسبة لبلدنا ونريد أن نشاطر ذلك مع مواطني تونس. أعرف أن بريطانيا ستظهر في أفضل حللها، فقد بنينا منشآت جديدة رائعة في الوقت المحدد وضمن الميزانية المخصصة، ومدينتنا باتت مستعدة ووسائل النقل لدينا جاهزة، ونحن نتطلع الآن إلى الترحيب بالعالم أجمع.
برأيي، ستركز هذه الألعاب على نقطتين ، نعم، ستكون الرياضة في قلب هذه المنافسة الكبيرة حيث سنرى أرقاما قياسية عالمية تكسر، وذكريات راسخة تبصر النور، وصداقات جديدة تتبلور خلال الألعاب نفسها، ولكن بعد انتهاء المسابقات وتوزيع الميداليات، فإن الهدف هو أن تستمر هذه الألعاب الأولمبية في تبديل حياة الناس نحو الأفضل. هذا الإرث، الخالد حيوي لا محال، عندما فاز عرضنا لاستضافة هذه الدورة، تحدث جاك روغ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عن «سحر مميّز» ستبثه المملكة المتحدة في دورة ألعاب 2012 ونحن حريصون كل الحرص على تحقيق ذلك.
وبما أن لندن هي المدينة الوحيدة التي استضافت الألعاب الأولمبية ثلاث مرات، سننظم الألعاب بطريقة تقليدية مميزة. في العام 1908، أبصرت الألعاب الأولمبية الحديثة النور في لندن فهي المدينة التي سار فيها موكب الرياضيين الأولمبيين في عرض الافتتاح تحت ظلال راياتهم الوطنية للمرة الأولى، وتم تحديد مسار الماراثون 42 كلم و 195 مترا حيث انطلق السباق من قلعة ويندسور وانتهى أمام المنصة الملكية في الاستاد، وتلك هي المسافة التي يقطعها المشاركون في الماراثون في أنحاء العالم منذ ذاك الحين.
ومن ثم، في العام 1948، تم تنظيم الألعاب في ظل حرب عالمية مدمرة، لكن نجحت لندن في جمع الدول مع بعضها البعض من أجل الاحتفال بالمثل الأولمبية العليا للصداقة والأسرة الدولية، لا بل ولدت فرصا جديدة بالنسبة للمرأة في الرياضة، وأطلقت حركة التطوع بالألعاب الأولمبية، وأرست قواعد الألعاب البارالمبية الحديثة. وفي هذا الصيف، عندما يصل الزائرون والرياضيون، سيجدون حيّا جديدا بكامله في مقر الألعاب الأولمبية في شرق مدينة لندن، فقد كان ذلك الموقع بمثابة محرك للتجدد البيئي وعندما تنتهي الألعاب سيصبح موقعا للمنازل والمؤسسات والوظائف الجديدة.
لقد مهدنا الطريق بواسطة وسائل جديدة للتصميم والبناء، باستخدام تقنيات منخفضة الكربون لجعل ألعاب لندن 2012 وأول دورة ألعاب مستدامة حقا. ومن خلال الاستثمار في منشآت رياضية جديدة وتأسيس منافسة «الألعاب المدرسية» الجديدة في المدارس بأنحاء البلاد، نلهم أجيالا جديدة من الشباب لاختبار متعة الرياضة ومنافعها.
لكن الإرث الخالد لدورة لندن 2012 لا ينحصر ببريطانيا وحدها حيث يولد برنامج الإلهام الدولي فرصا لأكثر من 12 مليون شخص في 20 دولة عبر العالم. فهذا البرنامج لا يتيح للشباب الاستمتاع بالرياضة اليوم فحسب، إنما يساعد أيضا على تغيير الطريقة التي تروج فيها هذه الدول الرياضة في المدارس وفي المجتمع على الأمد الطويل، إنه لمثل عظيم لكيفية حرصنا على مشاركة كل دولة وليس المملكة المتحدة فحسب، في الإلهام المتولد عن دورة عام 2012. أريد لهذه الألعاب ألا تقتصر على الترحيب بالرياضيين في لندن لصيف واحد نريد أن نبني روابط جديدة ومستدامة بين تونس وبريطانيا، فإذا ما كنت طالبا أو أكاديميّا، فإنها فرصة لمعرفة المزيد عن دولة فيها أربع من أفضل عشر جامعات في العالم والتي فاز علماؤها بأكثر من 75 جائزة نوبل للعلوم والتكنولوجيا وحدها.