من كان يصدق أن الترجي الرياضي الذي ظلّ مثالا يحتذى في القدرة علي فرض الانضباط حتى وإن كلفه ذلك إبعاد أشهر وأفضل اللاعبين لأسباب تأديبية.. قد يشهد حالة عصيان في الأيام الماضية من قبل بعض اللاعبين الشبان؟
تفاصيل هذه الحادثة الغريبة والتي تعدّ سابقة خطيرة لم تسجلها من قبل حديقة المرحوم حسّان بالخوجة بدأت عندما عبّرت فئة من أولياء الأداني «أ» (أقل من 15 عاما) عن استيائها من المدرب الذي يشرف على حظوظ هذا الصنف وهو عصام مخلوف حيث اقتنعت هذه الفئة أن هذا المدرب ينتهج سياسة «الإقصاء» أي أنه لا يلتزم بمعاملة كل اللاعبين على قدم المساواة لذلك خيّرت هذه الفئة تصعيد الموقف و«الانتقام» منه بطريقتها الخاصة وذلك من خلال منع أبنائها (حوالي 15 لاعبا) من حضور الحصص التدريبية للفريق خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك حتى يراجع هذا المدرب نفسه ولكن هذا الأخير لم يفعل طالما أنه مقتنع باختياراته ويرفض الانصياع لرغبات الأولياء الذين يريدون التدخل بأي شكل في شؤونه الفنية التي يعتبرها خطا أحمر لا ينبغي المساس به حتى ولو تعلق الأمر بمسؤولي أصناف الشبان على غرار المدير الرياضي العربي الزواوي والمدير الفني اسكندر القصري ورئيس الفرع رشاد المدب والمسؤول الأول عن أصناف الشبان سليم بن يدّر والذين حاولوا بدورهم تطويق هذه الأزمة التي جعلت مدرب فريق الأداني «أ» يخسر مجهودات حوالي 15 لاعبا من أصل 28 عنصرا وتمّ التفكير في تسليط عقوبات صارمة على الشبان الذين أضربوا عن التمارين خاصة أن المسؤولين عن شبان الأصفر والأحمر يعتقدون بأن إدارة الفريق وفّرت للشبان جميع ممهدات النجاح وذلك قبل أن يقع التراجع عن هذا الأمر بقرار من المدّب.
المدّب يتدخل بنفسه لفضّ هذا الاشكال
سبق لرئيس الترجي الرياضي حمدي المدّب أن تقمّص أزياء فريق «باب سويقة» في أصناف الشبان (أكمل مشواره مع الفريق من بوابة الأواسط) لذلك يعرف جيدا أن هذه الفئة العمرية تتطلب عناية خاصة وهو ما جعله يؤدي مساء أمس الأول زيارة ميدانية الى حديقة الرياضة «ب» وتدخل بنفسه لفضّ هذا الاشكال وذلك من خلال إقناع اللاعبين المضربين عن التمارين بتقديم الاعتذار للفنيين والمسؤولين وطلب المدب من مدرب الأداني «أ» بأن لا يجامل أحدا حتى وإن تعلّق الأمر بابن رئيس الترجي الرياضي. كما عبّر في الوقت نفسه عن رغبته في أن يستمع مدرّبو ومسؤولو الشبان باستمرار الى الأولياء للوقوف على جميع شواغلهم.
