تواجه شركة الطيران الخاصة «سيفاكس آرلاينز» اشكالا أثاره عضو من نقابة طياري الخطوط التونسية حول استعمال مُدرّجات مطار تونسقرطاج.. قضية في الافق مرشحة لمزيد التطورات. يعود أصل القضية، وفق ما ذكرته مصادر من شركة «سيفاكس» آرلاينز ل«الشروق»، إلى تصريحات اعلامية صدرت مؤخرا عن السيد كريم اللومي الناطق الرسمي باسم نقابة طياري الخطوط التونسية، يقول فيه أن «سيفاكس» لا يمكنها استعمال مطار تونس- قرطاج في رحلاتها باعتبارها ستمثل منافسا حقيقيا للخطوط التونسية وستزيد في تأزيم وضعيتها في مثل هذه الفترة الحرجة لانها ستعتمد على فريق عمل وأسطول جديدين مما سيجعل المنافسة بينهما غير متعادلة فضلا عن أن برنامجها التجاري غير واضح مضيفا أن نقابات الطيارين ليس لديها أي مشكل مع «سيفاكس» أو مع صاحبها محمد فريخة.
وأضافت مصادرنا أن الناطقة الرسمية باسم الخطوط التونسية صرحت بدورها لإحدى وسائل الاعلام أن العقد الذي يربط بين «سيفاكس آرلاينز» شركة الخطوط التونسية للخدمات الأرضية ( Tunisair Handling) لا يسمح لها بالانتفاع بخدمات المطارات إلا بمطار صفاقسطينة . وللإشارة فإن الخدمات الارضية لطائرات مختلف الناقلات الجوية التونسية والاجنبية داخل المطارات التونسية ( تهيئة الطائرات وتزويدها بكل ما تحتاجه قبل الاقلاع أو عند الهبوط) تؤمنها شركة الخطوط التونسية للخدمات الارضية.
وضعية سليمة
كانت «سيفاكس آرلاينز» قد أطلقت نهاية الاسبوع الماضي أول رحلة رسمية تجريبية من مطار تونسقرطاج نحو مطار صفاقسطينة في انتظار أول رحلة تجارية رسمية يوم 29 أفريل الجاري من مطار تونسقرطاج نحو مطار أورلي بباريس. و«سيفاكس» هي أول ناقلة جوية خاصة يتم بعثها بعد الثورة على يدي رجل الاعمال المعروف محمد فريخة وتوفر 150 موطن شغل واقتنت طائرتين لبداية النشاط في انتظار توسيع الاسطول إلى 10 طائرات بعد 5 سنوات و الرفع من نشاط الشركة. وقد ذكر فريخة في لقاء اعلامي أن بعث الشركة تم استنادا إلى القوانين التونسية والدولية المعمول بها وإلى التراخيص اللازمة من الحكومة.
عقد
تقول مصادرنا أن ما ذكره ممثل نقابة الطيارين والمتحدثة باسم الخطوط التونسية لا يلزم «سيفاكس» آرلاينز في شيء باعتبار أن العقد الذي يجمع بين الطرفين ( الخطوط التونسية للخدمات الارضية و«سيفاكس» آرلاينز) ينص على أن الاولى تقدم خدمات المساعدة والمرافقة للثانية بكل المطارات التونسية بما في ذلك مطار تونسقرطاج، باستثناء مطار النفيضة الدولي، وذلك عند رحلات الاقلاع أو الهبوط. وتضيف المصادر ذاتها أن «سيفاكس» فضلت عدم نشر العقد المذكور للعموم حفاظا على الاخلاقيات المهنية وعلى حسن العلاقات التعاقدية، وأنها مستعدة للكشف عنه إذا ما تواصل السعي إلى تعطيل نشاطها حتى تزيح كل الغموض الحاصل .
تقول مصادر من شركة «سيفاكس آرلاينز» ان القضية مثيرة للاستغراب فعلا.. ففي الوقت الذي تقدم فيه شركة الخدمات الارضية كل المساعدة والمعونة لكل الناقلات الاجنبية التي تحط على مطار تونسقرطاج، بما في ذلك التي تمثل منافسا حقيقيا للخطوط التونسية، وفي الوقت الذي حصلت فيه «سيفاكس آرلاينز» على كل التراخيص للتمتع بالخدمات الارضية في عدة مطارات أجنبية ، تأتي إثارة هذا الاشكال من تونسي بغاية عرقلة نشاط أخيه التونسي في وقت نحتاج فيه جميعا إلى التعاون من أجل المصلحة الاقتصادية للبلاد ومن اجل تنمية قطاع النقل الجوي والسياحة فيها. وكان محمد فريخة ر.م.ع «سيفاكس» قد صرح في وقت سابق لإذاعة اكسبراس آف أم بأنه لا يعقل أن يصبح مطار وطني حكرا فقط على الخطوط التونسية كما لا يعقل أن تخشى الخطوط التونسية بطائراتها ال32 منافسة «سيفاكس» التي لا تملك حاليا سوى طائرتين. واكد فريخة أن منع شركته من استعمال مطار تونسقرطاج سيؤدي بمشروعه إلى الافلاس قبل بدايته.
صورة سيئة
في بلاغ توضيحي لشركة «سيفاكس»، جاء أن كل ما يحصل الآن ضدها من مساع لعرقلة نشاطها و لمنعها من استعمال مطار تونسقرطاج، فضلا عن استغلال هذه المناسبة لإثارة الوضعية الصعبة التي تمر بها الخطوط التونسية لن يخدم بكل تأكيد قطاع النقل الجوي في تونس ولن يساهم لا من بعيد ولا من قريب في حل مشاكل الخطوط التونسية. وأكثر من ذلك يقول أحد الملاحظين أن ما يحصل من شأنه أن يتسبب في خلق أجواء مشحونة وفي تجاذبات ذات بعد «جهوي» باعتبار أن شركة «سيفاكس» محسوبة على «الصفاقسية» نسبة إلى مديرها محمد فريخة، وهو ما لا يتمناه اي كان بما أن تونس للجميع والاستثمار فيها يعود بالمنفعة على كل التونسيين سواء قام به صفاقسي أو غيره.