تظاهر مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير بوسط القاهرة، أمس احتجاجاً على الأوضاع السياسية المتردية وعلى استمرار المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد. ندَّد المتظاهرون، الذين يزيد عددهم على نصف مليون وينتمون بغالبيتهم إلى تيار الإسلام السياسي ممثلاً في«جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية»، بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وطالبوا برحيله عن السلطة، متهمين إياه بعدم الرغبة في تسليم السلطة إلى إدارة مدنية منتخبة كما وعد مراراً بنهاية جوان القادم.
مليونية تقرير المصير...
وردَّد المتظاهرون، بالمظاهرة التي حملت إسم «مليونية تقرير المصير»، هتافات «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، و«يسقط يسقط حُكم العسكر» و«يا مشير قول لعنان .. لسة الثورة في الميدان»، في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة.
وأقام المتظاهرون 6 منصات للخطابة تتبع جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفي، وأنصار المحامي حازم أبو إسماعيل، وحركة «شباب 6 أبريل»، وحركة «شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية»، و«الجماعة الإسلامية»و«الاشتراكيون الثوريون».
وأغلق المتظاهرون ميدان التحرير أمام حركة المرور بشكل كامل، وأقاموا حواجز لتفتيش المشاركين بالتظاهرة للحيلولة دون دخول عناصر خارجة على القانون تتبع النظام السابق لإحداث فوضى.
كما انتشرت أكثر من خمسين سيارة إسعاف مجهزة طبياً بمحيط ميدان التحرير، في ظل غياب تام لأي عناصر من الشرطة أو الجيش الذي نشر عناصره وآلياته الخفيفة في محيط مجلسي الشعب والشورى والوزراء ووزارات الداخلية والعدل والبترول والمالية إلى جانب اتحاد الإذاعة والتلفزيون والبنك المركزي.
وأعلن خطيب الجمعة الشيخ مظهر شاهين، أن مطالب مليونية اليوم محددة في 4 نقاط، وهي إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري، وأنه لا دستور تحت حكم العسكر، وحتمية وجود الدستور توافقياً يرضي طموحات الوطن، مشيراً الى أن ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وإتمام عملية تسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب في الأول من يوليو تموز القادم.
دعوة لاقرار الشريعة
وأكد شاهين، أن مصر دولة إسلامية، وأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. وكان نحو 50 ألفاً باتوا قبل الليلة الماضية بميدان التحرير، فيما توافد على مكان التجمع أعداد ضخمة من المحافظات المجاورة للقاهرة من أنصار المحامي حازم أبو إسماعيل المستبعد من الترشح لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة.
وكانت الحركات والاحزاب المدنية دعت الى التجمع للمطالبة باستبعاد مسؤولي عهد مبارك من الترشح للرئاسة قبل حتى ان تستبعد لجنة الانتخابات الرئاسية الاسبوع الماضي عشرة مرشحين لهذه الانتخابات المقررة في 23 و24 ماي من بينهم نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان.
وقد سبق ان تظاهرت احزاب التيار الاسلامي في 13 أفريل الحالي من اجل «حماية الثورة» مطالبة بعدم السماح لمسؤولي عهد مبارك الترشح للرئاسة. ولم تنضم الحركات المدنية والعلمانية انذاك الى هذه التظاهرة.
لكن الاخوان المسلمين اعلنوا مشاركتهم في تظاهرة بعد استبعاد مرشح الجماعة القيادي خيرت الشاطر رجل الاعمال الثري. وقد استبعد الشاطر، الذي كان مسجونا حتى مارس 2011، لاشتراط القانون مرور ست سنوات على انقضاء عقوبة المحكوم عليه بالسجن لحصوله على رد الاعتبار الذي يتيح له ممارسة حقوقه السياسية.
كما يشارك انصار المرشح السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل في تظاهرات بعد استبعاد مرشحهم ايضا من السباق الرئاسي بسبب حصول والدته على الجنسية الامريكية قبل وفاتها ما يخالف القانون الانتخابي الذي يشترط ان يكون المرشح مصريا من ابوين مصريين لم يسبق لاي منهما الحصول علي اي جنسية اخرى وان تكون ايضا زوجته مصرية فقط.