يعيش اهالي حي البياضة من منطقة «مطلع الشمس» بمعتمدية الفحص اوضاعا صعبة للغاية منذ سنوات عديدة وذلك بسبب انعدام توفر الماء الصالح للشراب. ذلك غياب هذا العنصر الحياتي والضروري ولد اشكاليات وعراقيل لدى جميع المتساكنين نظرا لطول الانتظار ونفاذ الصبر. وينتصب حي البياضة بجانب حدود منطقة بلدية الفحص طريق وادي الخضراء، وهوحي سكني يضم اكثر من 100عائلة تعيش فيه منذ اكثر من 5 عقود وتزداد كثافته السكانية من سنة الى اخرى.
وكان سكان الحي نظموا وقفة احتجاجية حاولوا من خلالها تبليغ جملة من المطالب المتعلقة بمشكلهم الرئيسي وهوحرمانهم من التزود بالماء الصالح للشراب. وقد طرحوا خلال هذه الوقفة جملة المصاعب والمتاعب التي يتعرضون لها يوميا جراء هذا الاشكال. وقد تحولوا الى مقر بلدية الفحص حيث تمت مقابلة ممثلين عن المحتجين مع رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المكان ومعتمد الجهة.
واثناء هذا اللقاء عبر المحتجون عن صعوبة حرمانهم من الماء الصالح للشراب باعتباره ضرورة اساسية واكدوا انهم تقدموا بجملة من المطالب والعرائض والشكاوي للسلط المعنية المحلية منها والجهوية والى المسؤولين الوطنيين لكن بدون اجابة تذكر. وطالبوا خلال هذا اللقاء بضرورة تزويد الحي بالماء الصالح للشراب في اقرب وقت خاصة وان اقرب نقطة لخط شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لا تتجاوز 150 مترا عن الحي من ناحية ومن اخرى فان خزان توزيع المياه التابع للشركة يبعد اقل من 300 متر عن الحي.
وفي لقاء قامت به الشروق مع مجموعة من متساكني الحي عبروا عن استيائهم من عدم ايلاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهمية كبرى وتجاهل السلط المعنية لمطالبهم الضرورية والحياتية التي تكررت منذ سنوات وعقود. وفي هذا الصدد تقول السيدة: حياة بن سالم انهم يلاقون جملة من المتاعب والصعوبات والمشاكل في الحصول على الماء الصالح للشراب. واكدت على انهم يتزودون بالماء من الاحياء المجاورة بصعوبة كبرى تعترضهم يوميا في نقل الماء بجميع الطرق والوسائل الشيء الذي ولد لديهم احساسا بالحرج والخجل من الجيران المزودين. وصرحت المتحدثة ان الحي لم ير اهتماما ولا رعاية وعناية من قبل المسؤولين سابقا وحاضرا. وطالبت الحكومة المؤقتة بالتدخل العاجل والفوري لايجاد حل مشكلتهم.
من جهته يقول السيد « سفيان رزيق» في حديثه معنا ان سكان الحي يعانون جملة من المتاعب جراء هذا المشكل خاصة في نقل الماء من حي الى اخر حيث يلتجئون الى النقالات والدواب والدراجات النارية والاغلبية على الاظهر.
أما السيدة: نسيمة بوقطف فقد تحدثت ايضا عن جملة من المتاعب والمعاناة اليومية خاصة في ما يتعلق بكثرة الاوساخ نتيجة عدم توفر الماء. وصعوبة الحصول عليه وطريقة التزود. وصرح السيد: «محمد بالاسود» ان عملية البناء والترميم اصبحت تقلق كل راغب فيها في ظل عدم توفر الماء وغلاء اسعار كراء الصهاريج التي وصلت الى 30 دينارا. ولا تكفي قضاء حاجة اليوم الواحد.
اما السيدة: «نجاة بن عبيد» فقد تحدثت عن العدالة الاجتماعية التي تنعدم بحيهم كيف لا والاحياء المجاورة تتمتع بجميع الضروريات الاساسية وان حي البياضة يفتقر لها خاصة انه لا توجد فواصل جغرافية بين هذه الاحياء المتلاصقة والمتجاورة.
وقد اختتم السيد «شريف حراث» حديثه معنا بالحديث عن الحل الذي اعتمدته معتمدية المكان وهوتوزيع المياه عن سكان الحي بواسطة صهريج كبير إلا أن المشاكل تكررت بين السكان وتعددت الخصومات والجدالات حول الحصول على الماء. وطالب كل المسؤولين من مختلف مواقعهم بالتدخل واراحتهم من اتعاب مضنية لازمتهم عقودا طويلة والعمل الفعلي على ايجاد الحلول الجذرية.
وقد اكد المتحدثون خلال هذا اللقاء ان مطالبهم مشتركة وهم يرون انها مطالب ضرورية وحياتية وشرعية يجب النظر اليها بكل جدية والتشريع بحل هذا المشكل وتزويد العائلات بالماء الصالح للشراب ويطالبون السلط المعنية من مختلف مواقعها بايلاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهمية. والسعي الفعلي على ترسيخ مبدا العدالة بين الاحياء وسكانها.