بأسلوب جمع بين الديني والسياسي، تناول المتدخلون من حزب التحرير موضوع «الحكم بما أنزل الله» في اطار ندوة انتظمت مؤخرا بصفاقس ندوة «الحكم بما أنزل الله» بقاعة الأغالبة بصفاقس نسق فقراتها السيد جمعة خشارم. وتناول في هذه الندوة المهندس وسام الأطرش «شريعة الرحمان لا شريعة الانسان» وتطرق فيها الأستاذ سعيد خشارم «كيفية تطبيق الاسلام عمليا» في حين تعرض الأستاذ رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير إلى «الحكم بما أنزل الله».
في حضور مكثف من صفاقس وخارجها، تطرق وسام الأطرش في مداخلته «شريعة الرحمان لا شريعة الانسان» إلى أهمية القوانين والدساتير في تنظيم الحياة البشرية مبرزا انه لا يوجد أي خلاف في ضرورة وضع قوانين تنظم البشر، لكن مصدر الخلاف في مصادر التشريع : سماوية أو بشرية؟
وتوقف المحاضر عند ما عبر عنه ب «نهاية صلوحية كل الأنظمة السياسية بل أنها ولدت من رحم تاريخ البشرية ميتة» كما قال، وبعد أن استعرض أهم الأنظمة السياسية العالمية، بين أن كل الأحزاب في تونس متجهة نحو مغازلة الديمقراطية الأوربية ليختم مداخلته بالتأكيد على انه لا شريعة الا شريعة الرحمان وان شرع الله باق وان الاسلام سيصدر شريعته مستدلا في ذلك بالعديد من الآيات القرآنية التي تتناول الموضوع .
مداخلة سعيد الخشارم كيفية تطبيق الاسلام عمليا تكاملت مع سلفه ليبرز انه لا يوجد خيار في تطبيق الشريعة الاسلامية من عدمه، فالشريعة «فرض وواجب وهو أمر الله الذي أمر أن لا يحكم المسلمون الا بشرعه».
وناقش المحاضر القول ان «الأمة غير جاهزة والأمر مؤجل «ليبين أن الرسول عليه الصلاة والسلام طبق الشريعة في بداية الاسلام فما بالك والأمة تعد اليوم مليار ونصف مسلم؟».
وبأسلوب أراد أن يحيي به «الشوق في النفوس إلى حياة المسلمين» كما قال، بين المتحدث انه توجد عديد التحديات الداخلية والخارجية في تطبيق الشريعة كالحصار والتضييق، لذلك لا بد من التسلح بالتعبئة الفكرية ومحاربة الواقع الفاسد بمناهج التعليم وبسياسة اعلامية واضحة ليخلص إلى ما عبر عنه ب «التطبيق الانقلابي للاسلام» الذي يستوجب التهيئة النفسية والعقلية.
في نفس الاتجاه تقريبا جاءت مداخلة الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بلحاج الذي انطلق في موضوع «الحكم بما أنزل الله» من خلال حديث صحفي سابق للأستاذ النيفر متوقفا فيه عند قول الشيخ «أن المرحلة تتطلب حزما وعزما» والمسألة ليست قابلة للتفاوض مستحضرا قول الرسول عليه الصلاة والسلام «ألا ان الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب».
المتحدث انتقد بعض الأحزاب وبعض المسلمين من الذين «يقدمون الاسلام كأنه يستأذن أن يكون» ليبرز أن الثورة بدأت من تونس لكن رجع الصدى سيكون من سوريا وأفغانستان وخاصة هذه الدولة الفقيرة التي دحرت أقوى دول العالم .
رضا بلحاج قال «ان الحكم بما أنزال الله هو الخير لأنه يساوي بين الخلق، والاسلام هو الحل لكل المسائل اليومية والاقتصادية وغيرها وهو ما تناوله بتفصيل تام في مسألة الربا والتأمين وأهمية الأوقاف كمنظومة إسلامية تضمن حياد المؤسسات».
من أبرز ما توقف عنده المتحدث باسم حزب التحرير وختم به محاضرته مسألة التدرج في تطبيق الشريعة، ففي هذه النقطة بين المتحدث أن التدرج لا يخدم الأمة وانه لا بد من «اتخاد قرار الموت والحياة في القضايا المصيرية»، مضيفا بأسلوب فيه الكثير من الحماس «نحن في لحظة مفصلية تاريخية وان الحكم بما أنزل الله يقوم على خشية الله دون سواه والولاء لله ورسوله».